دعت كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، إلى المشاركة المكثفة في مسيرة "الصمود" التي تنظمها المركزيتان النقابيتان غدا الأحد بداية من الساعة الخامسة بمنطقة القرية بسلا، وذلك في سياق المحطات النضالية التي تنظمها النقابتان معا، وتأتي هذه المسيرة التي يرتقب أن يشارك فيها الآلاف من فقراء مدينة سلا، الثالثة من نوعها بعد مسيرات الكرامة بالدارالبيضاء والرفض بالقنيطرة، إضافة إلى مسيرتي الغضب بالرباط والحرة بمراكش اللتين نظمتهما المنظمة الديمقراطية للشغل. وقال العربي الخروج، الكاتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن مسيرة الصمود هي استمرار لمسيرة الكرامة التي نظمت في ماي الماضي بالدارالبيضاء، كما أنها محطة من محطات النضال الشعبي ضد حكومة عبد الإله بنكيران، وقال الخروج في تصريح ل"النهار المغربية"، إن حكومة بنكيران أثبتت أنها حكومة لا شعبية، وأنها تدير الملفات الحيوية بشكل سيء، في غياب إرادة حقيقية للإصلاح، موضحا أن مسيرة سلا هي جواب على كل مباردات حكومة بنكيران، وسياسته التفقيرية، التي دشنها بالزيادة في أسعار المحروقات. وأشار الخروج إلى مدينة سلا تشكل أكبر جواب على حكومة بنكيران بعدما تحولت إلى ريف كبير يضم تجمعات سكانية عشوائية، مشيرا إلى أن اختيار تنظيم المسيرة بمنطقة القرية نابع من مجموعة من العوامل، وهي غياب شوارع حقيقية داخل مدينة سلا تصلح لتنظيم المسيرة، إضافة إلى ما يشكله حي القرية من مظاهر الفقر والتهميش والظلم الاجتماعي الذي وقف عليه بنكيران خلال حملته الانتخابية، ويعرفه مسؤولو حزب العدالة والتنمية المشاركين في تدبير شؤون المدينة، وتنطلق مسيرة الصمود من أمام ساحة وقوف الطاكسيات مرورا بشارع محمد الخامس قبل أن تصل إلى أمام وكالة البنك الشعبي بالقرية، التي ستكون يوم غد الأحد على موعد مع محاكمة بنكيران، وأوضح الخروج أن عبد الإله بنكيران الذي فاز بمقعده البرلماني ممثلا لمدينة سلا، لم يقدم ولو إشارة واحدة على اهتمامه بالمدينة، التي سجلت أرقاما قياسية في معدلات الجريمة، وغياب الأمن، وانتشار البناء العشوائي، وشيوع كل مظاهر الفقر، والتهميش داخل أحياء يصر المسؤولون على تصنيفها ضمن المجال الحضري، مع أنها لا علاقة لها بالتمدن، إضافة إلى غياب بنية تحتية حقيقية تؤشر على أن شروط المدينة قائمة. من جانبه، دعا عبد المالك أفرياط المستشار البرلماني عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إلى محاكمة سياسة حكومة بنكيران التي تسير بالمغرب إلى المجهول، وقال في تصريح ل"النهار المغربية"، إن كل المبررات قائمة لتنظيم ليس فقط مسيرة الصمود بسلا، ولكن مسيرات أخرى في عدد من المدن المغربية، مشيرا إلى أن هناك سخطا شعبيا عارما، ترجمته كثير من مظاهر الحراك الاجتماعي، المناهضة للهشاشة والفقر، واتهم أفرياط عبد الإله بنكيران بإنتاج نفس الخطاب الشعبوي، من خلال تكرار نفس التصريحات التي لا تخرج عن نطاق رهن مستقبل المغرب، موضحا أن المركزيتان النقابيتان لم تلمسا أي تحسن في مستوى عيش المواطنين، حيث بلغ الفقر مستويات قياسية، حيث 10 ملايين مغربي يعيشون تحت عتبة الفقر، وثلثي العمال يتقاضون الحد الأدنى للأجور، مؤكدا استمرار نفس مظاهر الفقر والتهميش ليس في سلا فقط ولكن في جل المدن المغربية، التي باتت محاطة بأحزمة الفقر، واتهم أفرياط بنكيران بإطلاق حملة سابقة لأوانها من خلال تبشير المغاربة بمنحهم مقادير للمال بمبرر التخفيف من أعباء صندوق المقاصة، موضحا أنه حتى الآن ليس هناك وضوحا في معايير توزيع المال، كما أن بنكيران لم يحدد معايير الفقراء، حيث أكد أن المنخرطين في مشروع الراميد هم من سيحصل على منحة الحكومة، وحذر أرفرياط باستمرار المس بالقدرة الشرائية للمواطن والاستخفاف بالمطالب الشعبية للمغاربة، موضحا أن الفاعلين السياسيين لا يرغبون في فشل حكومة بنكيران، ولكنهم في المقابل يطالبون بوجود استراتيجية عمل حقيقية، بل اعتماد خطابات شعبوية لن تحل مشاكل المغرب العالقة. صححت