غير عبد الإلاه بنكيران رئيس الحكومة المعين طريقته في الكلام، وأصبح يزن كلامه بكثير من التحفظ، وأثار خطابه الذي ألقاه أمام الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية اهتمام كثير من المتتبعين، خصوصا أنه لم يلق خلاله نكته "الحامضة"، وتحفظ كثيرا وهو يتحدث عن مشاورات تشكيل الحكومة وعن الملك، حيث أشار إلى أنه اقترح اللائحة على من يهمهم الأمر، ويبدو أن بنكيران الذي أثارت تصريحاته منذ تعيينه رئيسا للحكومة كثير من التعليقات الساخرة، حفظ الدروس بشكل جيد، وأعاد النظر في أسلوب تعامله مع الأمور، خصوصا وهو يتحدث عن مشاوراته مع عباس الفاسي التي وصفها بالأخوية والجيدة والمختصرة. إلى ذلك سينطلق عداد حكومة بنكيران رسميا يوم الإثنين المقبل، بعد أن تكون حكومة عباس الفاسي قد أنهت عملها غدا السبت أي مع نهاية سنة 2011، وسيستقبل المغاربة عامهم الجديد وهم ينتظرون مفاجآت بنكيران السارة والتي سبق أن وعدهم بها عقب فوز حزبه في انتخابات 25 نونبر الأخيرة، حيث سيكون أمام بنكيران ثلاثة أشهر وعشرة أيام لإعطاء إشارات على جدية برنامج حزبه الانتخابي، وقبل ذلك سيعرض برنامج حكومته للخمس سنوات المقبلة والذي سيقدمه أمام مجلس النواب الذي استكمل هياكله أول أمس الأربعاء. وبحسب مصادر عليمة، ينتظر أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال الساعات القادمة، ولم تحسم المصادر في المكان الذي سيتم فيه تعيين الحكومة المقبلة، لكنها رجحت أن يتم ذلك في مدينة إيفران الجبلية، وأوضحت المصادر، أن حكومة بنكيران ستتسلم السلطة رسميا يوم الأحد لكنها لن تباشر عملها إلا يوم الإثنين على اعتبار أن يوم الأحد هو يوم عطلة، كما أن المغاربة سيحتفلون مع حكومة بنكيران بالسنة الميلادية الجديدة في انتظار وفائه بما سبق ووعد به. وأوضحت المصادر، أن بنكيران وبعد شهر من المفاوضات والاجتماعات المارطونية، والضغوطات التي تعرض لها، وعمليات تقليم الأظافر التي تعرض لها، أعاد النظر في طريقة كلامه وأسلوبه في الحديث خاصة حين يتعلق الأمر بأمور تتعلق بالدولة، مشيرة إلى أن المغاربة انتهوا مع صورة بنكيران الحامض الذي أطلق لسانه على عواهنه ليقول أي شيء، وأصبح يحسب لكل كلمة ألف حساب. وقالت المصادر، إن طريقة حديث بنكيران خلال لقائه مع نواب حزبه، تؤكد أنه تمخزن، وأنه طوى صفة وبدأ صفحة جديدة، عنوانها هو تدبير الشأن العام مع ما يتطلب ذلك من حكمة ومرونة، وأوضحت المصادر، أن وصف بنكيران لمشاوراته مع عباس الفاسي باللطيفة والحبية، دليل على أن الرجل قرر أخذ مسافة مهمة مع بنكيران "الحامض" الذي كان إلى وقت قريب يحكي النكات كلما حل في مجلس، أو كان في اجتماع، موضحة أن الأمر يتعلق اليوم برجل دولة، ويجب أن يتعامل على هذا الأساس، وقالت، إن بنكيران أعطى إشارات قوية خلال الأيام الأخيرة على أن الأمور تغيرت، خاصة بعد التكتم الشديد الذي مارسه على التشكيلة النهائية للحكومة، حيث ظل يردد أنه لا علم له بتاريخ تعيين الحكومة.