ابتداء من اليوم الاثنين تدخل الحملة الانتخابية المؤدية لاقتراع الجمعة المقبل قصد فرز برلمان جديد مرحلة الذروة، وهي طبعا حملة ليست كسابقاتها وما ينبغي لها ذلك، إنها حملة من أجل موعد استثنائي، موعد مع التاريخ حيث البرلمان هو الذي يحكم وفق الدستور الجديد، وهو الذي يفرز الحكومة ورئيسها بصلاحياتها الواسعة التي منحها دستور يوليوز. الحملة الانتخابية عملية تواصلية، الهدف منها تقديم مرشح يطمح لتولي منصب في البرلمان وتعريف الناخبين به وبكفاءته ورأسماله السياسي وذلك قصد إقناعهم بأنه جدير بالمنصب الذي ترشح له ومن ثمة حثهم على التصويت لصالحه. و"تُعَرَّفُ الحملة الانتخابية بأنها جهد مدروس ومخطط له، يتطلب إعدادا طويلا وتنسيقا بين عدة أطراف، بعناية فائقة من الشخص المرشح نفسه، وبمتابعة مركزية من الحزب الذي ينتمي إليه. وتعتبر الحملة الانتخابية الآلية المثلى التي من خلالها تقوم الأحزاب السياسية والمرشحون بعرض وطرح البرامج السياسية أمام الناخبين". وتستعمل مفردات عديدة في الدعاية الانتخابية ف"الشعارات والشارات والمناشير والمطويات وأشياء أخرى كالقمصان والقبعات.. كلها مفردات تستعمل في الدعاية الانتخابية وتتجه جميعها إلى خلق "الصورة" المطلوبة من قبل الحزب وزعمائه ومرشحيه في الحملات الحديثة. وميزة هذه المفردات أنها سهلة التوزيع وتنتقل بسهولة من يد ليد. وتوظف هذه المفردات وغيرها لون الحزب وأفكاره وشعاراته وصور زعمائه في رسائل لفظية أو بصرية موجهة للمتلقي، بل الأكثر من ذلك أنها تحول هذا الأخير (بإرادته) إلى مشارك في حمل الرسالة الدعائية وبثها حيثما ذهب". وعلى العموم فقد مرت الأيام الماضية من الحملة الانتخابية في ظروف جيدة، باستثناء بعض التجاوزات التي مثلت حالة شذوذ نادرة، لكن الحزب الذي عمم الخروقات في حملته الانتخابية حتى أصبحت هي القاعدة فهو حزب العدالة والتنمية، حيث لا يفرق بين الحملة الانتخابية وناقرات الديوك. فالحملة الانتخابية تعني التعريف بالبرنامج الحزبي، البرنامج على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بما يعني طريقة تدبير الحكومة في حالة رئاستها وكيفية التعامل مع المعادلات المالية المعقدة في ظل ظروف دولية مضطربة وكم عدد المشاريع ذات البعد الاجتماعي سيتم إنجازها كما يتضمن إجابات عن قضايا السكن والتشغيل والتطبيب ومواجهة نسبة البطالة. أما الحملة عند العدالة والتنمية فهي تعني الطعن على الآخرين، وهذا شبيه بالدعوة إلى عدم التصويت على حزب بعينه أو حتى عدم التصويت، ففي كل قرية ومدشر وصل بنكيران يرفع عقيرته ليلعن الجميع. ومن خروقات بنكيران استعمال الخطاب الديني، ولا يستشكل علينا دراري الحركة الإسلامية كونه لا يستعمل المصطلحات الدينية، فهو عندما يقول إن العلمانيين يريدون أن يصبح الشذوذ قانونيا فهو يستعمل الخطاب الديني حيث لا يوجد حزب يريد التطبيع مع الشذوذ وليس من عمل الأحزاب القضايا الأخلاقية التي هي بالنتيجة قضايا مجتمع.