دعا حفيظ بنهاشم المندوب العام لإدارة السجون إلى تأهيل حكامة جيدة في قطاع التكوين وتأهيل السجناء، وفق ما أراده الملك محمد السادس وكرسه من حق تكوين السجين وإعادة إدماجه في الحياة العامة. وقال حفيظ بنهاشم إن العناية المولوية للملك محمد السادس لحقوق الإنسان وتكريس المساواة تجسدهما الإرادة الملكية كما يجسدهما الدستور بإدماج السجين وحقه في تكوين مهني يضمن له حق التشغيل وبجعل الفضاء السجني فضاءً فعليا من تربية أولا والتأهيل العلمي والتكوين المهني وورشا للإدماج والإصلاح الاجتماعي. وأكد بنهاشم الذي تحدث صباح أمس بالرباط في إطار اليوم الدراسي "من أجل تكوين مهني كأداة لإعادة الإدماج"، وهو اليوم الدراسي الذي نظمته المندوبية العامة لإدارة السجون بشراكة مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومكتب التكوين المهني والوكالة الوطنية للتشغيل، كما أكد أن الحكامة الجيدة لابد أن تصبح أداة فعلية لتكوين السجناء ودفعهم إلى الاندماج عبر التكوين والتأهيل في المراكز المخصصة للمؤسسات السجنية وتتبعهم إلى مرحلة ما بعد السجن بهدف الإدماج والانصهار والحصول على شغل أو تكوين أو لإحداث مقاولة صغيرة. من جانبه، أكد محمد لديدي، عضو المكتب المديري لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أن التكوين المهني داخل السجون يشكل الخطوة الحضارية لانصهار السجين في الحياة الاجتماعية، مذكرا أن العناية بالسجين وحقه في التكوين وإعادة الإدماج تكرسهما العناية الملكية المخصصة للسجين في حقه في التكوين المهني داخل المؤسسة السجنية. وشدد محمد لديدي على أن العناية الملكية المذكورة تؤكدها عدد الزيارات الملكية إلى المركبات السجنية والوقوف على مراكز التكوين بها، وهي الزيارات التي وصلت إلى 37 زيارة ملكية منذ إنشاء مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، كما شدد على أن عدد المستفيدين من برامج التكوين المهني بهذه المراكز وصل إلى 14 ألف مستفيد في الوقت الذي بلغ فيه عدد المنخرطين من مراكز التكوين حاملي الشهادات 11 ألفًا. وبلغة الأرقام، أكد "حلمي" مدير قطب التكوين والثقافة بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، نوع الساكنة السجنية وتوزيعها، مشددا على أن 70% من نزلاء السجون بمختلف المدن تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عاما، وهي شريحة تتميز بالحيوية والشدة البدنية بإمكانها الاستفادة من برامج التكوين والانصهار في الحياة الاجتماعية والتشغيل، وذلك في الوقت الذي لا تشكل فيه نسبة النزلاء الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة إلا 13%، وهم شريحة تشكل الجزء الأكبر المفروض فيها الاستفادة من التكوين وإعادة الإدماج، إلا أن عائق المستوى الدراسي يقف في بعض الأحيان في وجه التحصيل والتكوين بمراكز التكوين في المركبات السجنية. ويؤكد تصنيف السجناء حسب المستوى الدراسي أن 26.58% من نزلاء السجون المغربية أميون، 51% منهم لا يتعدى مستواهم الدراسي مستوى التعليم الأساسي في الوقت الذي لا تتعدى فيه منهم نسبة 11% مستوى التعليم الإعدادي بينما 9% منهم لا يتجاوزون مستوى التعليم الثانوي، أما نسبة السجناء ذوي المستوى الجامعي 2.09% من مجموع الساكنة السجنية. ولمواكبة دعم السجناء ولإحداث مقاولات صغيرة بعد انصهارهم في الحياة العامة، لمح "محمد بن الشيخ" المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وكمال حفيظ مدير عام الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC)، في مداخلتهما إلى قرب إحداث برنامج لتتبع ومواكبة السجناء الحاصلين على شهادات التكوين المهني من مراكز التكوين بالمؤسسات السجنية بهدف خلق مقاولات إنتاجية صغيرة.