رغم توالي التصريحات الرسمية المتسرعة التي تنفي أية علاقة بين الحريق الذي أتى قبل أيام على أزيد من 230 هكتار من غابة "كاب سبارتيل" بطنجة ومشاريع سياحية إماراتية مرتقبة في هذه المنطقة وذلك قبل الانتهاء من التحقيق في هذا الحادث، عاد الحديث مجددا عن وقوف مافيا العقار التي تلتهم أملاك الدولة في كل أقاليم المغرب وحرائق الغابات خاصة في المناطق التي تعرف انتعاشا عقاريا كبيرا، مثل منطقة طنجة-تطوان. حريق غابة "كاب سبارتيل" والتي تعد بمثابة الرئة بالنسبة لكان مدينة طنجة، دفع المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، إلى عقد ندوة صحفية الثلاثاء 11 يوليوز بالرباط، حيث كشف أن 124 حريقا غابويا اندلع في النصف الأول من 2017 أتت على ما يقرب من 400 هكتار. وأوضح المندوب السامي أن المغرب يسجل معدل حريق لكل 2ر3 هكتار، مما يؤشر على تراجع في المساحات المحروقة ب 45 في المائة مقارنة مع السنوات السابقة ومع متوسط العشرية. وكل هذه العناصر تبين أن آلية مكافحة الحرائق الغابوية والوقاية منها تعرف تحسنا منتظما على مستوى فعالية التدخل". ورغم تسجيل حريق غابة "كاب سبارتيل"، قال الحافي إن المغرب يوجد في الصدارة على مستوى الحوض المتوسطي من حيث مساطر التدخل ومكافحة الحرائق الغابوية، مشيرا إلى أن المملكة تضم أقل من 04ر0 في المائة من المساحة الغابوية المحروقة وأقل من 3 هكتارات لكل حريق، وهو "إنجاز كبير". وذكر بأن الأسابيع الأخيرة عرفت اندلاع عدد من الحرائق، خصوصا في مديونة وكاب سبارتيل والسلوقية بطنجة، والذي يظل حريقا ذا حجم متوسط، مضيفا أن المملكة شهدت خلال السنوات الأخيرة حرائق غابوية "واسعة النطاق"، خصوصا بإقليم وزان. وشدد على أن الوضع "اعتيادي" لأن تحدي الحرائق الغابوية يظل قائما ومن شأنه أن يتفاقم مستقبلا بالنظر للتحولات المناخية، مؤكدا أنه ما من بلد في منأى عن حرائق الغابات. وأشار عبد العظيم الحافي إلى أن الفترة الصيفية تسجل ارتفاعا في درجات الحرارة، مما يتطلب يقظة متزايدة من قبل المواطنين، منبها إلى أنه، وعلى خلاف بلدان أخرى تعود فيها الحرائق إلى عوامل طبيعية، فإن اندلاع النيران في الغابات المغربية ناجم في الغالب عن فعل بشري. ونوه المسؤول بالجهود التي يبذلها مجموع المتدخلين المكلفين بمكافحة الحرائق، وخصوصا القوات الملكية الجوية والدرك الملكي والسلطات المحلية والوقاية المدنية، والتي تتدخل بتنسيق من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وشدد على أنه من واجب المواطنين ومستعملي الفضاءات الغابوية بوجه أخص التحلي باليقظة لتجنب استعمال النار خلال الفترة الصيفية وإشعار السلطات المختصة بكل دخان أو حريق في بدايته أو أي عامل قد يتسبب في اشتعال النار، مؤكدا أن كل المساحات المحروقة تكون موضوع تأهيل وترميم لإعادة تشجيرها.