شارك مئات الآلاف من الأشخاص في مسيرة حاشدة بعد عصر اليوم السبت في مدينة برشلونة (مليون ونصف حسب المنظمين ومليون ومائة ألف حسب شرطة مدينة برشلونة) احتجاجا على رفض المحكمة الدستورية الإسبانية لوثيقة الحكم الذاتي الموسع لمنطقة كطالونيا. وقد تصدر هذه المسيرة الحاشدة، التي تعتبر الأضخم في تاريخ المنطقة حسب بعض المراقبين، الرئيس الحالي لكطالونيا خوسي مونتيا وسلفة باسكوال مرغال والرئيس الأسبق خوردي بوجول وكذا زعماء كل الأحزاب القومية الكطلانية. وقد حملت القافلة راية ضخمة لمنطقة كطالونيا للتعبير عن تمسك سكان هذه المنطقة شمال شرق إسبانية بهوتهم القومية. ولمدة تزيد عن الساعة لم تتحرك المظاهرة من مكانها في قلب العاصمة الكطلانية نظرا لعد الهائل للمشاركين الذين احتلوا كل الطرق الرئيسية وسط برشلونة مثل باسيج دي غراسيا وغران فيا ودياغونال. وانتهت المسيرة حوالي الساعة الثامنة دون حوادث كبيرة باستثناء تعرض الرئيس خوسي مونتيا للشتم من طرف بعض المتعصبين الكطلان. وتعد هذه المسيرة الحاشدة تعبيرا صريحا لقرار المحكمة الدستورية الإسبانية القاضي بتعديل مشروع الحكم الذاتي الموسع بالمنطقة وكذا كتحمية وتهييج للشارع أشهرا فقط قبل انعقاد الانتخابات المحلية بكطالونيا والت من المنتظر أن تكون حامية الوطيس. وقد رفع المتظاهرون يافطات وشعارات تندد بقرار المحكمة الدستورية وأخرى تطالب باحترام "سيادة الأمة الكطلانية" وتطالب باستقلال كطالونيا عن باقي إسبانيا. وكانت المحكمة الدستورية قد رفضت رفضا قاطعا استعمال مصطلح "الأمة" بالنسبة للشعب الكطلاني كما جاء في وثيقة الحكم الذاتي الموسع التي كان قد صادق عليها كل من الحكومة والبرلمان المحليين وكذا الشعب الكطلاني عبر الاستفتاء. واعتبرت المحكمة العليا في تفاصيل قرارها الصادر الجمعة أن عبارة "الأمة" التي تحدد هوية كطالونيا في إطار الحكم الذاتي لا قيمة قانونية لها "لان الدستور لا يعترف سوى بأمة واحدة هي اسبانيا". كما رفضت المحكمة، التي يسيطر عليها قضاة محافظون مقربون فكريا من أطروحات الحزب الشعبي اليميني، انبثاق سلطة قضاء إقليمية في منطقة كطالونيا مؤكدة وحدة السلطة الوطنية المتمثلة في المجلس العام للسلطة القضائية. ومن بين الأمور التي أثارت حفيظة القوميين الكطلان رفض المحكمة إعطاء اللغة الكطلانية وضعا "تفضيليا" في التعليم على حساب اللغة الإسبانية كما جاء في الوثيقة التي نقضتها المحكمة.