تجتاح طفرة فنية ضخمة الشرق الأوسط، إذ يصطف جامعو الأعمال الفنية في المزادات والمعارض الفنية، لشراء العديد من القطع الفنية التي تبلغ قيمتها مئات آلاف الدولارات. وتستثمر بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمملكة العربية السعودية بمبالغ ضخمة في الفنون والثقافة، فضلاً عن بناء المتاحف الجديدة، واستضافة المعارض، الأمر الذي يشجع الجيل الجديد من عشاق الفنون. ويُعتبر محمد الباكر من بين أحد جامعي الاعمال الفنية في الخليح، إذ اشترى أول قطعة فنية، منذ ثلاث سنوات، وكانت تعود لفنان لبناني. وقال المصرفي القطري السابق: "رأيت أعماله على وسائل التواصل الاجتماعي، وشعرت بالهوس بهذه الأعمال،" مضيفاً: "فقدت قدرتي على النوم في محاولة للعثور على هذا العمل الفني بالتحديد". ومنذ ذلك الحين، كبُرت مجموعته من الفنون العربية والإيرانية والغربية لتصل إلى حوالي 40 لوحة، منها لوحة للفنان الأمريكي المعاصر جورج كوندو، وأخرى للفنانة الفلسطينية السعودية المعاصرة دانا عورتاني. ويقول الباكر إنه يدفع بين ألفين و500 ألف دولار لكل قطعة فنية، إذ قام بتخزين بعضها في أماكن آمنة في أوروبا، فيما البعض الآخر زُينت به الجدران في منازل أسرته. وتتكرر قصة الباكر مع جامعين آخرين للأعمال الفنية في جميع أنحاء المنطقة، ما دفع النمو السريع في سوق الفنون على مدى العقد الماضي. وتقول مزادات "سوثبي" إن عدد عملاء الشرق الأوسط المشاركين في مبيعاتها العالمية، ارتفع بنسبة 76 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، موضحة أن الاهتمام تزايد بشكل كبير في الإمارات العربية المتحدة، حيث ارتفعت المشاركة بنسبة 157 في المائة. وأدى هذا الأمر إلى افتتاح مزادات "سوثبي" صالتها الأولى في المنطقة العربية وتحديداً في دبي، الشهر الماضي. وقال رئيس إدارة شركة "سوثبي" في الشرق الأوسط والهند إدوارد جيبس: "لقد درسنا الأرقام عن كثب من حيث تخصيص رأس المال، ومن المنطقي أن نفتتح فرعاً لنا في هذا الوقت". من جهتها، أشارت مزادات "كريستي" إلى أن "مبيعات الفنون في الشرق الأوسط في دبي الشهر الماضي، ولّدت أكثر من 8 ملايين دولار، فضلاً عن وضع سجلات مزادات عالمية جديدة ل18 فناناً." وباعتبارها العاصمة التجارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت دبي مركزا للمشهد الفني الإقليمي. ولدعم نموها في هذا الإطار، خصصت المدينة 500 ألف قدم مربع، للمساحات الفنية، وصالات العرض، والأعمال الإبداعية. ويقدم المعرض السنوي، آرت دبي، عروضاَ لعشرات من صالات العرض من جميع أنحاء العالم، ومنها لندن، وهامبورغ، وبيروت، وفيينا. وقالت مديرة "آرت دبي" ميرنا عياد: "لطالما اُعتبرت بغداد، وبيروت، ودمشق، والقاهرة، سابقاً من بين العواصم الثقافية السابقة في المنطقة، ولكن بسبب التحديات السياسية والاقتصادية، تحولت الديناميكية الثقافية إلى منطقة الخليج، وتحديداً في دبي، والشارقة، وأبو ظبي، والدوحة، وجدة." أما معرض "آرت دبي" الحادي عشر، والذي انتهى في شهر مارس/آذار، فشهد أعلى أرقام للمبيعات حتى الآن. وقال المدير المشارك في معرض فيكتوريا ميرو جلين سكوت رايت،: "لقد بعنا غالبية القطع الفنية في المعرض، حيث تراوحت الأسعار بين 20 و800 ألف دولار."