وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعض وسائل الإعلام بأنها "أعداء للشعب" الأمريكي في تصعيد جديد ضد الصحافة التي يحاول جاهدا إسكاتها. وكتب الرئيس الجمهوري في رسالة على شبكة (تويتر) الاجتماعية أن "وسائل الإعلام التي تنشر أخبارا مغلوطة (الفشلة صحيفة نيويورك تايمز، وقنوات إن بي سي وأيه بي سي وسي بي اس وسي إن إن" هم ليسوا أعداء لي بل أعداء الشعب الأمريكي". ورغم معاداة ترامب من قبل لوسائل الإعلام لاعتباره أنهم لم يغطوا حملته الانتخابية للبيت الأبيض بموضوعية، فتعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب دلالات حربية مثل "أعداء". وعقد ترامب الخميس مؤتمرا صحفيا بشكل مفاجئ لنحو ساعة ونصف هاجم خلاله بعض الصحفيين الحاضرين حيث قال "كثير من وسائل الإعلام في واشنطن لا تتحدث من أجل الشعب، بل من أجل مصالح خاصة. الناس لم تعد تصدقكم". ودفعت تعليقاته بعض المراقبين إلى التحذير من أن الرئيس الجمهوري يتجه نحو انتهاك حرية الصحافة التي يضمنها الدستور. واعتبر بن رودس الذي كان أحد أهم مستشاري الرئيس السابق باراك أوباما أن انتقادات ترامب للإعلام بمثابة "هدية (للأنظمة) السلطوية في كل مكان وستؤدي إلى التشكيك في جهود الولاياتالمتحدة لدعم حرية الصحافة عالميا". ورغم صدمة عدد من الإعلاميين إزاء مؤتمر الخميس، إلا أن ترامب اقتبس إشادة تلقاها من معلق يميني وأصر أنه كان بارعا في التعاطي مع الصحافيين. وكتب على تويتر "يقول راش ليمبوه +كان ضمن أكثر المؤتمرات الصحافية التي تابعتها+. كثيرون يتفقون. إلا أن الإعلام الكاذب يصفه يشكل مختلف! يفتقدون الى النزاهة". وقال الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحافي إن "معظم وسائل الإعلام في واشنطنونيويورك ولوس انجيليس تحديدا، لا تتكلم بلسان الشعب بل لأجل المصالح الخاصة لأولئك المستفيدين من نظام واضح جدا أنه لا يعمل بشكل صحيح". وأضاف أن "عدم النزاهة (لدى وسائل الاعلام) بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه" حيث أن "الصحافة باتت تفتقد إلى النزاهة إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها فإننا بذلك لا نخدم الشعب الأميركي". وكرر ترامب مرارا أن ارتيابه من وسائل الاعلام حضه على التحدث مباشرة الى الأميركيين، ولا سيما من خلال تويتر. ونشر الحزب الجمهوري الخميس "استطلاع محاسبة وسائل الإعلام الرئيسية" طلب من المشاركين فيه الإجابة عن أسئلة من قبيل "بأي المسائل يمثل الإعلام الرئيسي الجمهوريين بشكل أسوأ؟" ويسأل الاستطلاع إن كان على الحزب الجمهوري تكريس "المزيد من الوقت والموارد" لمحاسبة الإعلام. وليس واضحا إن كان ترامب سيتمكن من السيطرة على التسريبات التي تحيط بإدارته، إلا أن أحد حلفائه من الكونغرس تدخل الجمعة للمساعدة. وذكر موقع " بوليتيكو" الالكتروني نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على المسألة أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نيونز طلب من مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق في التسريبات.