فتح الملك النقاش حول مناهج التربية الإسلامية، بهدف قطع الطريق أمام الميكانيزمات التي تصنع العقل الإرهابي، وتضمنت التعليمات الملكية إلى وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، " ضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق، في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعية إلى الوسطية والإعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات". وتروم هذه الدعوة تنقية مقررات مادة التربية الإسلامية، لمنع كل التأويلات المغذية للفهم الخاطئ للإسلام، ذلك أن تأكيد التوجيهات الملكية على مسألة التسامح تفيد أن عملية المراجعة تستهدف ضمان الديانات الأخرى، ومنح المنظومة التعليمية وظيفة أساسية في محاربة التطرف والحد من توسيع الثقافة الدينية المبينية على التكفير والإقصاء. وشدد الملك " على أن هذه البرامج والمناهج التعليمية يجب أن ترتكز على القيم الأصلية للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة، القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والإنفتاح على المجتمع المعرفة وعلى المستجدات العصر". وأوضح الملك في توجيهاته بشأن إصلاح المنظومة التربوية الدينية، أن " الإنفتاح والتواصل لا يعني الإستلاب أو الإنجرار وراء الأخر، كما لا ينبغي أن يكون مدعاة للتزمت والإنغلاق