في مقال نشر في صفحات المدونات على الموقع الإلكتروني لجريدة أ ب س ليوم أمس، وبنوع من الحسرة والاعتراف في آن واحد بحقيقة أحاسيسها واستنتاجاتها ، بعد عودتها من رحلة لم تدم إلا أياما قليلة إلى المغرب ، خلصت الصحفية المعروفة إدورني أوريارطي، إلى أنها قد وقفت على حقيقة هذا البلد وسكانه ، وأنه على الإسبان أن يبذلوا بعض الجهد في فهم أفضل وأوثق للمغرب والمغاربة. وأضافت إن الإسبان في مجملهم يحملون صورة مغلوطة عن جيرانهم الجنوبيين ، المغاربة وعن بلدهم . وإن عدم معرفتهم بهم تجعل المرء يسقط في فخ إصدار الأحكام الجاهزة ويطلق الأوصاف المنحطة عليهم بدون علم، فكلمة المورو التي يطلقها الإسبان عادة على المغاربة إنما تنم عن إحساس بالاحتقار والاستصغار لهؤلاء.لتختم مقالها بدعوة إلى الانفتاح أكثر على الجار السفلي ومعرفته. إن هذا الشعور الذي لم يتغير منذ قرون بين الجارين سجين ثقافة سائدة لدى الإسبانيين لها جذورها الضاربة في أعماق التاريخ المشترك بين البلدين في الماضي والحاضر. وأن نظرتهم تبقى محكومة بقوالب جاهزة وأحكام مسبقة ، تغذيها ظروف سياسية واقتصادية ويلعب اليمين السياسي المتطرف والعنصري عليها ليزيد من الفرقة بين الشعبين والدولتين. ويكفي المرء أن يقوم باستقصاء آراء الاسبان المحيطين به سواء في الحي أو في المدارس أو بعض المؤسسات لتنكشف له حقيقة هذه النظرة المشحونة بأحاسيس الحقد والكراهية ، والاستعلاء . ويعتبر اليمين السياسي العنصري المغرب بلدا يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي الإسباني. فالحمولة الثقافية تثقل عقلية الجيران الشماليين ، وإن التعامل مع أي قضية من القضايا الشائكة بين البلدين تتغذى من هذه الحمولة وتنهل منها. لكن ماذا عن الجانب الآخر ، نحن ،ما ذا قدمنا لهذ الجار الشمالي ليغير من نظرته إلينا، كيف نحاوره كيف نقدم له أنفسنا. كيف نكون في تعاملنا اليومي معه، واعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة لا تتطلب جهدا كبيرا بنعرف أننا وبدلا من تصحيح نظرهم إلينا فإننا نزيد الطين بلة ونؤكد لهم نظرتهم تلك ونطبع عليها بالأصابع ، فيصدقون ما يقال ويعتقد. إذا كان هناك من عيب فالعيب فينا أولا ، وإن لم نعمل على تصحيح صورتنا فلن ننتظر منهم أن يفعلوا ذلك بمحض إرادتهم. وإن زيارات منظمة للتعريف ببلدنا المغرب والوقوف على كثير من التغيرات والحراك الذي يعرفه على كثير من مستوى كفيل بإعطاء صورة أخرى غير الصورة المرسومة في مخيلة الإسبان.