عثر فريق من الباحثين من جامعة كارديف البريطانية على مقبرة جماعية بها مومياوات ل 8 ملايين كلب محنطة، أثناء عمليات حفر جرت بالقرب من الموقع الأثري المصري الشهير "سقارة" وقد فاجأ العدد الهائل للمومياوات فريق البحث. وليس من النادر أن تحدث عملية دفن جماعي للحيوانات في مصر القديمة، وذلك بسبب المعتقدات الدينية التي كانت مرتبطة بالحيوانات كثيرا وقتها، ولكن الحجم الهائل لهذه المقبرة مع وجود 8 ملايين جثة حيوان محنطة بداخلها، هو ما أثار حقا الدهشة في الأوساط العلمية. وقال "بول نيكولسون" من جامعة كارديف، الذي قاد فريق البحث، إن هذا الاكتشاف يثير الدهشة والسرور جدا، لأنه لم يتوقع العثور على مثل هذا العدد الضخم من الحيوانات المحنطة. ولماذا الكلاب بالتحديد؟ لقد ارتبط المصريون القدماء كثيرا بالإله أنوبيس، الذي كانوا يعتقدون أنه حارس البوابة إلى الآخرة، وكثيرا ما كانوا يصورونه برأس كلب وجسم رجل. وظهر أنوبيس لأول مرة في النصوص القديمة في وقت مبكر من عام 3100 قبل الميلاد، على الرغم من أن هذا الدفن يعود إلى أعوام ما بين 750 و 30 قبل الميلاد، وهو الوقت الذي كان فيه المجتمع المصري يتحول تدريجيا إلى الحداثة ويصبح أكثر ارتباطا بروما واليونان. إلا أن السؤال الذي يظل بلا إجابة هو لماذا كان هناك الكثير من الجثث المحنطة في مكان واحد، ولهذا يأمل نيكولسون في إجراء دراسة أكثر اكتمالا، من شأنها كشف غموض موقع سقارة أكثر من ذلك بكثير وبدقة أكبر، بحثا عن سراديب الموتى من الحيوانات الأخرى ولمعرفة المزيد عن هذه الحيوانات، ومن أين أتت، الأمر الذي يمكن أن يساعد العلماء في فهم أفضل للثقافة المصرية القديمة وعلاقة الناس بالحيوانات في ذلك الوقت.