تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء بملاحقة دروز في هضبة الجولان السورية المحتلة هاجموا مساء الاثنين سيارة اسعاف عسكرية تنقل جريحين سوريين وضربوهما متسببين بمقتل احدهما واصابة الاخر بجروح خطرة. ودان مشايخ الدروز والقيادات الدرزية المدنية الهجوم على سيارة الاسعاف في حين يشعر الدروز بالقلق حيال مصير ابناء طائفتهم في سوريا الذين يتعرضون لهجمات المجموعات الجهادية. وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية في بيان ان "حشدا هاجم بالحجارة سيارة اسعاف عسكرية قرب (قرية) مجدل شمس في الجولان واصاب من كان فيها (...). احد الجرحى السوريين الذي كان فيها قتل اثر الهجوم". واورد البيان ان جريحا سوريا اخر كان ينقله الجيش الاسرائيلي اصيب بجروح بالغة. كذلك، اصيب الجنديان اللذان كانا يقودان سيارة الاسعاف بجروح طفيفة. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نحو مئتين من سكان قرية مجدل شمس الدرزية شاركوا في الهجوم واىنهم قاموا برشق سيارة الاسعاف بالحجارة وارغموها على التوقف ثم جروا الجريحين الى الخارج وضربوهما. وقال نتانياهو في بيان "انظر إلى هذا الحادث ببالغ الخطورة. سنعثر على من قام بذلك وسنقدمهم للعدالة". واضاف نتانياهو "نحن دولة قانون ولا علاقة لنا بالفوضى التي تتفشى من حولنا" داعيا قيادات الدروز في اسرائيل للعمل على تهدئة الاوضاع والسيطرة على الامور. تلقى مئات من السوريين الذين اصيبوا جراء المعارك في سوريا، العلاج في اسرائيل. واكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الثلاثاء في بيان ان ما حدث الاثنين يعد "جريمة قتل". وقال "لن نتمكن من تجاهل ذلك، وستتعامل سلطات الامن مع ذلك بحزم". واكد الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في اسرائيل انه تم عقد اجتماع طارىء للقيادات الدرزية الدينية والمدنية في اسرائيل و"دانت بشدة هذه الاعمال". وقال طريف لوكالة فرانس برس "هذا ليس اسلوبنا.يؤلمنا الذي حدث" ووصف الهجوم "بالعمل المشين الذي ارتكبه خارجون عن القانون". وبحسب طريف فان "الديانة الدرزية والقيم والتقاليد تمنع الحاق الاذى بالمصابين". من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرجلين اللذين كانا في سيارة الاسعاف العسكرية الاسرائيلية هما من "ارهابيي جبهة النصرة". وتتهم دمشق اسرائيل بدعم القوات التي تقاتل النظام في سوريا. ونفت اسرائيل ان يكون السوريان من مقاتلي المعارضة وقالت انهما مدنيان. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز لاذاعة الجيش الاسرائيلي "الادعاءات باننا نقدم المساعدة لجبهة النصرة غير صحيحة". واعرب دروز سوريا الذين يشكلون اقلية لا تتجاوز 3 في المئة من تعداد السكان، عن مخاوفهم اخيرا من تقدم مقاتلي المعارضة السورية ولا سيما الجماعات الاسلامية المتطرفة في اتجاه مناطقهم. وناشد قادة الدروز في اسرائيل ومن بينهم ايوب قرا، عضو البرلمان عن حزب الليكود اليميني الحاكم، الحكومة تقديم المساعدة للدروز في سوريا. ويقول مسؤولون اسرائيليون ان 110 الاف درزي يعيشون في شمال اسرائيل و20 الفا في الجولان التي تحتلها اسرائيل. احتلت اسرائيل هضبة الجولان (1200 كلم مربع) خلال حرب 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وبحسب ارقام صادرة عن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي فان اسرائيل قدمت العلاج لاكثر من 1600 سوري في السنوات الثلاث الماضية.