أطلقت الأممالمتحدة يوم الخميس مناشدة لجمع 500 مليون دولار مساعدات دولية لمواجهة أزمة إنسانية متصاعدة في العراق نتيجة الصراع مع تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت ليز جراند منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن المنظمة الدولية سوف تضطر لتقليص أو إغلاق أكثر من نصف عمليات المساعدات التابعة لها في العراق إذا لم يتم ضخ أموال جديدة بصورة فورية. وقالت الأممالمتحدة إنها تطلب 497 مليون دولار من المانحين لسداد تكلفة الإيواء والغذاء والماء على مدى الشهور الستة القادمة لملايين العراقيين الذين اضطروا للنزوح عن منازلهم أو تأثروا بالقتال بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت جراند لدى إطلاقها المناشدة بالبرلمان الأوروبي "الوضع الإنساني سوف يزداد سوءا خلال الشهور القادمة ... بحلول نهاية العام 2015 من المرجح أن يكون عشرة ملايين عراقي بحاجة إلى شكل ما من المساعدة لإنقاذ الحياة." واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق في يونيو حزيران الماضي مع انهيار الجيش العراقي. وتمكنت جماعات شيعية مسلحة ومقاتلو البشمركة الأكراد بدعم من ضربات جوية تقودها الولاياتالمتحدة من احتواء تقدم مقاتلي التنظيم. وتستعد قوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة لبدء هجوم مضاد لاستعادة مدينة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم المتشدد في مايو أيار. وتقول الأممالمتحدة إن العنف أجبر بالفعل نحو ثلاثة ملايين عراقي على النزوح عن منازلهم. وقالت جراند إن أكثر من 4.4 مليون عراقي بحاجة إلى الطعام بعد سقوط مناطق زراعية رئيسية في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إن الخدمات العامة للصحة والمياه والصرف الصحي تنهار. وأضافت "أوضاع الزحام غير الصحية تجعل خطر انتشار الأمراض المعدية كبيرا خاصة بالنسبة لملايين النازحين ... يتم الإبلاغ حاليا عن حالات إصابة بالحصبة من كل المحافظات الثماني عشرة. والكوليرا متوطنة." وقال سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي إن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية جعل مستقبل العراقيين في خطر داهم. وأدى انخفاض أسعار النفط الخام وسيطرة التنظيم المتشدد على بعض حقول الخام إلى تنامي حاجة العراق للمساعدة الدولية. وذكر الجبوري أن وجود كمية كبيرة من النفط في العراق وعدم تمكن العراقيين من استغلاله يعني أنه لا يمكنه مساعدة النازحين ضحايا "الإرهاب" المروع الذي يرتكبه تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 25 مليون يورو (28.2 مليون دولار) وبذلك يصل إجمالي مساعداتها في العام الحالي إلى أكثر من 63 مليون يورو. وفي جنيف دعت منظمة أطباء بلا حدود الأممالمتحدة ووكالات المساعدات الأخرى إلى "الخروج من دائرة الشعور بالرضا" والوصول إلى عشرات الآلاف من العراقيين الذين فروا من القتال ويحتاجون بشدة إلى المساعدات والرعاية الصحية في مناطق منها شمالي الموصل وجنوبي كركوك وضواحي بغداد