يوحي شكل وديكور محل الحلواني أحمد التايك بمدينة طنجة، أنه صار في عداد الماضي، وأن حلوياته التقليدية التي تعود إلى أربعينيات القرن السالف ما عادت تغري الزبناء، لكن لا أحد من سكان مدينة البوغاز أو من زوارها في استطاعته أن يقاول سحر لذة النوغا. يتفرد السيد أحمد بصناعة صنف واحد من الحلوى تسمى "النوغا"، ويدخل في تركيبتها اللوز والعسل والبيض، مكونات تعطيها نكهة جميلة المذاق يقبل على استهلاكها الفقراء كما الأغنياء وعلية القوم الذين يجهل الحلواني هويتهم. وفي هذا السياق، قال أحمد التياك في حديثه ل"العربية.نت" إنه حدث في إحدى المرات أن جاءه زميل له في المهنة مصحوبا بسيدة ترتدي جلبابا تقليديا مغربيا، وتضع منديلا على رأسها تبدو عليها علامة النعمة والوقار، وبأدب جم قال لها زميلي الحلواني هو ذا سيدتي الشريفة أحمد التايك الذي تبحثين عنه، فالتمست مني هذه السيدة أن أزن لها 5 كيلوغرامات من "النوغا" دون أن تسأل عن الثمن، استجبت لطلبها ومدتني ببركة من النقود وانصرفت، يضيف أحمد. وتابع، بعد مدة زمنية عاد زميلي إلى الدكان ليسألني فيما إذا كنت أعلم من هي الشخصية التي اقتنت مني الحلوى، فأجبته بالنفي، ليقول لي إنها زوجة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، فبقيت مدهوش،ا وأحسست في نفس الحال بالغبطة والرضى، كما شكل لي الحادث حافزا على المزيد من الإتقان. وأشار أمين الحلوانيين بمدينة طنجة إلى أن والدة الملك محمد السادس ستعيد زيارتها للمحل أكثر من مرة، كما أن إحدى عماته كانت من ضمن زبائنه، مبرزا أنه كان في بعض الأحيان يتلقى طلبيات من القصر. وأوضح التايك أن أغلب المشاهير والنجوم الذين يحلون على مدينة طنجة في إطار التظاهرات الدولية الفنية والثقافية الدولية يضعون ضمن برنامجهم زيارة المحل لاقتناء قطع من الحلوى للاستهلاك، أو كمية لا بأس بها يحملونها معهم أثناء عودتهم لبلدانهم كهدايا. وأكد الحلواني أنه سيتفاجأ أن "النوغا" التي كان يبيعها في الأمس البعيد كقطع صغيرة للأطفال وكثير من الفئات الشعبية ستصبح في يوم ما ذات شأن تنافس الشوكولاتة في الأعياد والحفلات والمناسبات. وأفاد في ذات السياق أن اتساع دائرة المستهلكين فرضت عليه التكيف مع متطلباتهم كطريقة التلفيف باعتماد بلاستيك صحي يحتوي على مواد حافظة، وبالرفع من كميات اللوز الذي يتطلب سعرا أعلى كلما زاد، وأقل كلما انخفض، غير أن هذا الإقبال واتساع دائرة المستهلكين من داخل المدينة وخارجها لم يدفعه للتفكير في تغيير محله الشعبي والبسيط، لأنه يعتبره حسب ما جاء على لسانه مسكته المهني الأصيل الذي يشكل له جزءا من روحه.