"اعطيني جوج كيلو من حلوة اللوز، وكيلو من الكعبة"، "أنا بغيت كيلو غريبة، ملوزة فاسية"، "آرى معاك كيلو ونص كعبة مراكشية". "ومعاك كيلو حلوة فيلالية"، "غير خلط لي كيلو ديال الصابلي"... عبارات طلبات، رددتها نساء لدى بائع حلوى بفرن تقليدي، في درب غلف، بالدارالبيضاء وهن يقتنين الحلوى التقليدية للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية "البوناني". فضلت هؤلاء النساء اقتناء الحلوى التقليدية بدل الحلوى العصرية، المزودة بالكريمة، وحجتهن في ذلك أن الحلويات التقليدية غابت عن الموائد المغربية خلال الاحتفالات بليلة رأس السنة، فأصبحت الحلوى العصرية تقليدا، خلال السنوات الأخيرة. تقول الحاجة أمينة (إطار بنكي) "أفضل شراء الكعبة، وغريبة البهلة، والفقاس البلدي، فهي حلويات تقليدية، لها مذاق خاص، وارتبطت بتقاليد جداتنا وأمهاتنا". وتضيف، "لا يهمني ثمن تلك الحلويات، ومادامت ذات جودة، فلا فرق بين 100، أو 120 درهما للكيلوغرام الواحد". أما عائشة (موظفة)، فلم تسرع في اقتناء الحلوى، بل ظلت تتفحص مختلف الأنواع من الزجاجة الأمامية للمحل، وبعد أن وقع اختيارها على الكعبة الفاسية، طلبت كيلوغراما واحدا. يقول محمد، صانع وبائع الحلوى منذ سنة 1950، في درب السلطان، إنه، مع حلول السنة الميلادية، أضحى عشرات الزبناء يتوافدون على المحل لشراء الحلوى التقليدية، من أجل تأثيث موائدهم بمختلف الأنواع. وأضاف أنه يضطر، بهذه المناسبة إلى الزيادة في عدد "الصنايعية"، من أجل صنع الحلوى، التي تتطلب وقتا طويلا ومهارة جيدة، مشيرا إلى أنه لا يعرف طعم النوم خلال الأسبوع الأخير من السنة المنتهية، لأنه مطالب بمساعدة صانعي الحلوى ومراقبتهم، تفاديا للغش. "كعب لغزال، المحنشة، والبريوات، الملوزة، وغريبة الكركاع، والفقاس البلدي وغريبة البهلة"، هذه الأنواع من الحلوى التقليدية الأصيلة أصبحت أكثر مبيعا، وتضاهي الحلويات الغربية في مثل هذه المناسبات، لكن تبقى هناك منافسة شديدة بين أصناف الحلوى، من الفاسية، والمكناسية، والطنجاوية، والتطوانية. من خلال معاينة "المغربية" لزبناء يقتنون الحلوى، تبين أن أكثر الأنواع طلبا، هي الحلوى الفاسية والمراكشية، اللتان تتميزان بنكهة وطعم مواد طبيعية، تضاف إلى مادة اللوز. وتقول مينة (ربة بيت)، إنها تفضل الحلوى الفاسية، رغم أنها لا تتحدر من مدينة فاس، بل يعجبها طعمها وجودتها، وأنها تقتنيها في أي مناسبة بثمن لا يتجاوز 120 درهما للكيلوغرام. الأمر نفسه أكدته نادية (أستاذة)، موضحة أنها تفضل الحلوى الفاسية عن المراكشية، والطنجاوية، والتطوانية، لأنها "تقليدية مائة في المائة". أما الحاجة يامنة، ويطو، ففضلتا اقتناء الحلوى المراكشية، التي وصل سعرها إلى 150 درهما للكيلوغرام الواحد. وبعض النساء اكتفين باقتناء "بلاطو" من الحلوى، يتراوح سعره بين 100 و150 درهما. وحتى الرجال اصطفوا أمام الأفران التقليدية، من أجل اقتناء الحلويات التقليدية. بعد الأفران التقليدية، غيرت "المغربية" الوجهة إلى بعض المحلات العشوائية المتخصصة في بيع الحلوى التقليدية، لكن الاختلاف كان واضحا، فتلك الحلويات المعروضة لم تكن بالجودة نفسها، مقارنة مع حلويات الأفرنة التقليدية، بكل من درب غلف، ودرب السلطان، والحبوس. وأكدت بعض النساء أن باعة تلك الحلويات يغشون في المواد المستعملة، فعوض مادة الكوك، يضعون الأرز، ويستعملون مواد منتهية الصلاحية، في ما يتعلق بخميرة الحلوى، واللوز، والكاكاو والزيت، وتباع بأثمنة بخسة، بين 30 و50 درهما للكيلوغرام الواحد.