اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدد من القضايا أبرزها احتفال روسيا بالذكرى الأولى لاستفتاء انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية، والأزمة اليونانية، والوضع في سورية، إضافة إلى قضايا أخرى دولية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف المحلية بقضية "كوبلا" وهو اسم الوزير السابق سيرجي كوبلا الذي وجهت له محكمة بروكسيل في شهر فبراير الماضي تهمة الفساد. ويشتبه في أنه عمل وسيطا للمجموعة الصناعة دوفيركو في الوقت الذي كانت فيه هذه الأخيرة تحاول الاستفادة من الاستثمارات في صناعة الألعاب برشوة مسؤولين عموميين كونغوليين. وكتبت صحيفة (لافونير) أن هذه القضية اتخذت مسارا خاصا، مذكرة بأنه تم اعتقال شخصين من بينهما أحد مسؤولي المجموعة. وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة ردت بسرعة عن الاعتقال معتبرة أن المتهمين أتيا خصيصا من إيطاليا إلى بروكسل استجابة لدعوة من قاضي التحقيق. من جهتها، قالت صحيفة (لوسوار) إن قاضي التحقيق وضع مذكرة، أمس، حول اثنين من مسؤولي دوفيركو، يشتبه في تورطهم في الرشوة التي استفاد منها رئيس الوزراء الكونغولي السابق أدولف موزيتو. وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة تواصل شجب "الكيفية التي تم بها فعل ذلك والتي لا يمكن اعتبارها سوى وسيلة ضغط غير سليمة". وأكدت صحيفة (لاديغنيير أور) أن اسم أحد الشخصين الذين تم إيقافهما تم ذكره في ملف كوبلا منذ الإعلان عن لائحة الاتهام للوزير السابق سيرج كوبلا في الكونغو بالرشوة. وأشارت إلى أنه في بداية الشهر، اعترف كوبلا أمام الصحفيين أنه متورط في سنة 2011 بتلقي مبلغ 240 ألف أورو من خلال الشركة المالطية بهدف أن تقوم المجموعة الصناعية بعملها في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي روسيا، اهتمت الصحف الروسية بالذكرى الأولى لاستفتاء انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إن سكان القرم ومدينة سيفاستوبل الواقعة جنوب شبه الجزيرة آنذاك صوتت بغالبية ساحقة لصالح الانضمام إلى روسيا، مشيرة، في هذا الإطار، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، مؤخرا، أن خطوات موسكو الحازمة لضمان الاستفتاء في القرم قبل سنة كانت تنطلق من ضرورة منع تطور الأحداث وفق سيناريو دونباس بشرق أوكرانيا. وأبرزت أن بوتين شدد على أن روسيا لم تكن لتتخلى عن سكان شبه جزيرة القرم بعد استفتائهم على الانضمام إليها، ولم تكن لتترك مصيرهم تحت رحمة القوميين. وبشأن إلغاء كييف اتفاقية تسهيل حركة سكان المناطق الحدودية مع روسيا، حيث أعلنت كييف عن إلغاء الاتفاقية الموقعة مع موسكو حول تسهيل تنقل سكان المناطق الحدودية عبر المعابر المحلية بين البلدين، أشارت صحيفة (فيديموستي) إلى أنه بات ممنوعا على المواطنين الروس، بدءا من أمس الاثنين، دخول الأراضي الأوكرانية، إلا عبر المعابر الدولية. وذكرت بأن اتفاقية تسهيل الحركة عبر الحدود وقعتها حكومتا البلدين سنة 2011 من أجل توفير الظروف الملائمة لسكان الشريط الحدودي الراغبين في دخول أراضي البلد المجاور، حيث كانت الاتفاقية تسمح لهؤلاء المواطنين بعبور الحدود في أي وقت ومن أي معبر محلي، والبقاء في أراضي الدولة المجاورة لفترة معينة دون الحصول على تصريح للإقامة. وعلى صعيد آخر، نقلت الصحف عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله "إن خطط الولاياتالمتحدة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا خط واضح نحو تقويض اتفاق مينسك وانتهاك بنوده بشكل مباشر". وأضافت أن لافروف قال، بهذا الخصوص، "نحن ننطلق من نفس منطلقات معظم الأوروبيين من أن مثل هذه الخطط لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا خطر للغاية. على الرغم من أن هناك في الاتحاد الأوروبي من يحرض الجميع كي يتم البدء في إرسال مثل هذه الأسلحة". من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالأزمة في أوكرانيا واحتفال روسيا بالذكرى الأولى لاستفتاء انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن القوات المسلحة الروسية تعززت، بشكل كبير، في الآونة الأخيرة، ناقلة عن مسؤول بجهاز المخابرات قوله إن أزمة أوكرانيا أظهرت أن روسيا ترغب في تعزيز حضورها في المنطقة. واعتبر أن أزمة أوكرانيا سببت مشاكل قد تؤدي إلى تدهور كبير في الوضع الأمني في أوروبا، وأن الصراع في أوكرانيا شكل مصدر قلق كبير في المنطقة، وأن من بين الدروس أن هناك رؤية جديدة لروسيا في علاقتها بأوكرانيا. من جانبها، اعتبرت صحيفة (في غي) أن "روسيا في حالة حرب ضد القوات الأوكرانية"، مشيرة إلى القلق السائد بخصوص الوضع في أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي نرويجي قوله "إن مزاعم روسيا بأن جيشها لا يشارك مباشرة في الحرب في أوكرانيا لا تصمد، وأنها زودت الانفصاليين بكميات كبيرة من المعدات العسكرية الثقيلة". وأشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسطول الشمالي الروسي في حالة تأهب كجزء من مناورات عسكرية في منطقة القطب الشمالي. وأبرزت أن المناورات تندرج في إطار تدريبات عسكرية خططت على عجل في مناطق القطب الشمالي وتشمل أيضا 41 من السفن الحربية والغواصات و15 أكثر من 10 طائرة ومروحية. وفي السويد، اهتمت الصحف اليومية، على الخصوص، بالمسألة الدفاعية في ضوء المناورات العسكرية واسعة النطاق لروسيا في القطب الشمالي. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغينس نيهيتر) إلى أن روسيا شرعت في إجراء مناورات عسكرية في منطقة القطب الشمالي، ما يثير مخاوف بلدان الشمال الأوروبي، مثل السويد التي اعتبر وزير الدفاع بها بيتر هولتكفيست أن "عدم القدرة على التنبؤ" من خطوات موسكو تؤكد أهمية قيام بلدان الشمال الأوروبي بتعزيز دفاعاتها. وأضافت الصحيفة أن الوزير السويدي أكد أن روسيا يمكن أن تلعب بشكل جيد على عنصر المفاجأة وإظهار قوتها، داعيا بلدان الشمال الأوروبي والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز قدراتها العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، فإن روسيا تواجه تهديدات جديدة، ما يجعل البلاد تضطر لتعزيز قدراتها العسكرية. من جانبها، نقلت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) عن خبير عسكري قوله عن هذه المناورات بمثابة استعراض للقوة من قبل موسكو، مشيرة إلى أن هذه المناورات تتزامن مع تلك التي تقوم بها النرويج بالقرب من روسيا. وذكرت الصحيفة أن 38 ألف جندي و41 سفينة حربية تشارك في المناورات العسكرية التي أمر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي اليونان، تناولت الصحف الزيارة التي يعتزم أن يقوم بها رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تزيبراس لألمانيا يوم الاثنين المقبل بدعوة من المستشارة الالمانية أنجلينا ميركيل. وكتبت صحيفة (كاثيمينيري) أن اجتماع برلين المتوقع يشكل انفتاحا هاما من قبيل ميركيل التي سبق لها أن رفضت عقد اجتماعات ثنائية مع تزيبراس لبحث الأزمة اليونانية. واعتبرت الصحيفة أن الاجتماع سيشكل بدون شك اجتماع الفرصة الاخيرة لتجاوز المأزق الراهن والذي ترده الحكومة اليونانية لرغبة أطراف واسعة في الاتحاد الأوروبي في معاقبة الإدارة اليونانية الجديدة وإبراز فشلها ومن ثمة حملها على مواصلة الإصلاحات وسياسة التقشف التي كانت تنفذها الحكومة اليمنية السابقة. وكتبت صحيفة (تانيا) أن اليونان سددت، أمس الاثنين، مبلغ 560 مليون أورو فوائد قروض لصندوق النقد الدولي ملتزمة بذلك بالاتفاقيات، وسيكون عليها دفع 336 مليون أورو إضافية يوم الجمعة المقبل وحوالي 450 مليون أورو الشهر المقبل. وتساءلت الصحيفة عن إمكانية أن تعاني البلاد من عجز في السيولة مع آخر الشهر، مبرزة أن اجتماع القمة الأوروبية ليومي الخميس والجمعة من شأنه أن يبحث الأزمة اليونانية خصوصا وأن تسيبراس يؤكد على أن الحل يوجد على المستوى السياسي. وفي فرنسا تطرقت الصحف إلى المظاهرات التي شهدتها البرازيل أول أمس الأحد من أجل الاحتجاج على الأزمة الاقتصادية والرشوة. وكتبت صحيفة (لوفيغارو) أن أزيد من مليون شخص تظاهروا بكل أنحاء البرازيل في تعبئة هي الأهم منذ التمرد الاجتماعي في شهر يونيو 2013، مشيرة إلى أن المتظاهرين ليس لهم انتماء سياسي رسمي على الرغم من أن أحزاب المعارضة دعمت المظاهرات. وقالت الصحيفة إن رئيسة البرازيل تراجعت عن التزاماتها خلال الحملة الانتخابية من خلال تطبيقها لسياسة اقتصادية صارمة تؤثر بالدرجة الأولى على الأسر المعوزة، مضيفة أنه في مواجهة تذمر الطبقة المتوسطة أعلنت الحكومة، خلال نهاية الأسبوع، عن سلسلة من الإجراءات من أجل محاربة الرشوة. من جهتها، تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عما إذا كانت رئيسة البرازيل ستتمكن من إنهاء ولايتها، مشيرة إلى أن المسألة لم تعد من الطابوهات منذ مظاهرات الأحد. واعتبرت الصحيفة أن مظاهرات أول أمس الأحد شكلت استعراضا للقوة من قبل اليمين منذ الحكم الدكتاتوري العسكري (1964 - 1985). من جانبها، أكدت صحيفة (لوموند) أن مظاهرات الأحد هي الأكثر تعبئة منذ تمرد يونيو 2013، مضيفة أن هذه الموجة من الغضب فاجأت السلطات العليا في البرازيل. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بالتحقيق الذي فتح حول البنك الإسباني الخاص "بانكو مدريد"، أحد فروع "بانكا بريفادا أندورا"، الذي أعلن إفلاسه أمس الاثنين بعد القبض على الرئيس التنفيذي ل"بانكا بريفادا أندورا" بتهمة تبييض الأموال. وذكرت صحيفة (أ بي سي)، في هذا الصدد، أنه وفقا لهذا التحقيق فإن "بانكو مدريد وبانكا بريفادا أندورا كانا آلية لتبييض" الأموال، مشيرة إلى أن إسبانيا فرضت تدابير مؤقتة تروم منع خروج الرساميل من هذه المؤسسة المالية وتجميد ودائعها. من جهتها، أوردت (إلموندو) أن البنك المركزي الإسباني جمد 3,7 مليار من الأموال والودائع ببنكو مدريد، مبرزة أن المدعي العام فتح تحقيقا حول الاشتباه في عمليات تبييض للأموال، أو أنشطة مالية غير قانونية كان يقوم بها مدراء هذا البنك. وأشارت (لا راثون) إلى أن وكالة الضرائب فتحت تحقيقا حول حسابات زبناء كتالونيين ل"بانكا بريفادا لأندورا" بحثا عن جرائم محتملة كالتهرب الضريبي وهروب الرساميل، مبرزة أنه ستتم تصفية هذه المؤسسة المالية، على المدى القصير، بعد إغلاق التحقيق القضائي. وبدورها، كتبت صحيفة (إلباييس) أن 40 ألف من زبائن "بانكو مدريد" سيتأثرون بإجراءات تجميد ودائع هذه المؤسسة المالية، التي تولت السلطات الإسبانية مراقبتها. وعادت الصحف الإسبانية، في سياق آخر، إلى تصريحات رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، الذي أعلن أمس الاثنين أنه يترك الباب مفتوحا أمام اتفاقات مع حزبه بعد الانتخابات التشريعية المقبلة بالبلاد المقررة في نونبر 2015.