استنادا إلى ما وصفتها ب"المصادر المطلعة من داخل فيدرالية الجمعيات الدينية الإسبانية، فإن المغرب يسعى إلى بسط سيطرته على المساجد في اسبانيا، وهذا من الأسباب الرئيسية في نشوب الصراعات والاشتباكات بين مكونات الفيدرالية الإسبانية للهيئات والجمعيات الإسلامية " فيري" ، منذ نوفمبر من العام الماضي . فقد ذكرت صحيفة لاراثون وفق مصادر مطلعة من داخل الفيدرالية ، بأن هذه الهيئة تعرف صراعا قويا بين تيارين اثنين ،" الأول موالي لبلده المغرب ويعلن ولاء مطلقا لملكه محمد السادس وسياسته الدينية ، بينما التيار الثاني تيار راديكالي يسعى إلى إقامة جمهورية إسلامية في هذا البلد ، على غرار ايران ، تعمل على تطبيق الشريعة الاسلامية" وعلى علاقة بجماعة العدل والإحسان المغربية. يحصل هذا في الوقت الذي حرك فيه المغرب مرة أخرى ملف سبتة ومليلية ومطالبته باسترجاع المدينتين إلى السيادة المغربية ، ومحاولة الضغط على إسبانيا . وترى الرباط أن السيطرة الدينية والسياسية على المساجد في إسبانيا وتدبير الشأن الديني في وسط الجماعات المغربية المهاجرة بإسبانيا ، هو أمر أساسي استراتيجي وذو أولوية . التيار السالف الذكر المدعم للنظام المغربي ، يقوده الشيخ محمد علي، وهو زعيم ديني ذائع الصيت في مدينة سبتة ، ويعتبر الممثل الرئيسي والرسمي للفيدرالية " فيري ، ورئيسها الفعلي حتى الساعة. غير أنه في شهر نوفمبر من العام الماضي وفي الجمع العام الذي دعت إليه الفيدرالية بمسجد السنة بفوينلابرادا ، بإقليم مدريد ، قامت مجموعة من الجمعيات والهيئات الإسلامية ، بزعامة منير بنجلون الأندلسي ، قائد التيار الراديكالي ، بتغيير جدول عمل اليوم والإطاحة بالمكتب الإداري ومحاولة استبداله بآخر..الشئ الذي سيجعل زعيم التيار الأول ، برفقة اثني عشر مسؤولا وممثلا بإبلاغ الشرطة ومغادرة المكان. وفي شهر فبراير من هذه السنة دعا بنجلون إلى جمع عام طارئ للفيديرالية بمسجد أصلان بمورسيا حيث سيتم انتخابه كرئيس، وانتخاب إسبانين اثنين تحولا إلى دين الإسلام وهما عثمان خيمينيس وفيليكس هيريرو. وكما هو معلوم، تضيف الصحيفة اليمينية، فإن الرباط تدعم التيار المعتدل وتسانده لتعبيره عن تزكيته لنظامه وسياسته الدينة واستراتيجيته في تدبير الشأن الديني بالبلد الإيبيري ، كما يحظى هذا التيار نفسه بالتزكية من طرف الحكومة الإسبانية التي ستهبه كمنحة ما يزيد عن مليون ونصف أورو . ومن بين الذين يدعمون محمد علي والفيدرالية نائبه الأول فيها مصطفى البقاش الذي عمل على تأسيس حزب النهضة والوحدة بإسبانيا " بروني" بمدينة غرناطة ، ويسعى إلى تعميمه عبر باقي المناطق والجهات. كما أنه من المحتمل دخول الحزب غمار الإنتخابات البلدية السنة المقبلة ، في المدن التي تعرف تواجد المسلمين بشكل مكثف . وتفيد نفس المصادر أن المغرب بالإضافة إلى سعيه إلى الهيمنة على المساجد و التوجيه الديني داخل إسبانيا ، يعمل من حين إلى آخر إلى إطلاق بعض المبادرات بغرض التأثير على المهاجرين بشتى الوسائل وتوجيههم وتدبير شأنهم الديني . وما إثارة قضية نجوى الملهى مؤخرا والمتابعة الصحفية بالقنوات التلفزية والصحف المغربية لخير دليل على هذه التدابير المستعملة من طرف الرباط في توجيه رأي المغاربة بإسبانيا. وفيما يتعلق بمنير زعيم التيار" المتشدد" ، فإنه يعيش بمدينة مورسيا، حيث يمتلك متجرا، وكان قد تقدم إلى السلطات الإسبانية بطلب الحصول على الجنسية لكنها رفضته بدعوى علاقته مع" المجموعة الإسلامية الراديكالية العدل والإحسان المغربية." نبرة المقال وربطه لمجموعة من المعطيات توحي بانزعاج واضح لدى السلطات الأمنية الإسبانية من إمكانية دخول المغرب على الخط في مجال التسيير الديني في إسبانيا.