كثف الجيش الباكستاني، اليوم الجمعة، عملياته ضد حركة (طالبان) قرب الحدود الأفغانية، مؤكدا أنه قتل 50 متمردا إسلاميا، وذلك ردا على أعنف هجوم في تاريخ البلاد، شنته، يوم الثلاثاء الماضي، الحركة على مدرسة للجيش في بيشاور (شمال غرب)، وخلف سقوط 149 قتيلا. وقد أكدت حركة طالبان باكستان، أبرز مجموعة إسلامية متمردة، أنها نفذت الهجوم ردا على الهجوم الذي شنه الجيش الباكستاني، في يونيو الماضي، في شمال وزيرستان، أبرز المعاقل القبلية للمتمردين على طول الحدود الأفغانية. وجددت مجزرة مدرسة بيشاور تصميم الجيش على "القضاء التام" على طالبان، بحسب ما أكد الجيش. وفي منطقة خيبر القبلية، قال الجيش إنه قتل، اليوم، 32 إسلاميا متمردا في كمين، ثم 18 آخرين في عملية ثانية. كما كثفت القوات الباكستانية عملياتها ضد الخلايا الإرهابية في عدد كبير من مدن البلاد، ولاسيما كراتشي (جنوب) غير المستقرة، التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وأعلن متحدث باسم قوة رانجرز شبه العسكرية في كراتشي أن رجاله قتلوا فيها قائدا محليا من حركة طالبان وثلاثة من معاونيه. وفي الوقت نفسه، وقع قائد الجيش، الجنرال رحيل شريف، الأمر بإعدام ستة متمردين إسلاميين، بعد إعادة تطبيق عقوبة الإعدام التي تقررت بعد الهجوم على المدرسة في بيشاور. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مسؤولين باكستانيين قولهم إن الدفعة الأولى من الإعدامات ستنفذ في الأيام المقبلة، على أن تشمل خصوصا المدانين بشن هجومات دامية على قواعد للجيش في السنوات الأخيرة. ولم تنفذ باكستان منذ 2008 أي أحكام بالإعدام، باستثناء تلك المتصلة بقرار من المحكمة العسكرية. وقتل الجيش الباكستاني أكثر من 1700 من المقاتلين المشتبه بهم، منذ يونيو الماضي، في عمليات نفذها ضد معسكرات (طالبان) ومجموعات أخرى في شمال وزيرستان وخيبر.