صدم مهاجم انتحاري سيارة ملغومة كان يقودها بنقطة تفتيش للشرطة في شمال غرب باكستان، أمس الأربعاء، فقتل خمسة من أفراد الشرطة في هجوم قال متحدث باسم المتمردين أنه للثأر من الحملة، التي يشنها الجيش.بقايا الانفجار الانتحاري في بيشاور (أ ف ب) ووقع الهجوم في وقت مبكر من الصباح على مشارف بيشاور المدينة الرئيسية في المنطقة المضطربة بشمال غرب البلاد وهو الأحدث في سلسلة هجمات للمتشددين، رغم الحملة التي شنتها قوات الجيش ضدهم في مناطق قريبة من الحدود الأفغانية. وقال نجم الحسن، مسؤول الشرطة لرويترز"كان رجال الشرطة يقومون بمهامهم الروتينية حين قام المفجر، الذي كان يقود سيارة قادمة من المنطقة القبلية بنسف المتفجرات قرب نقطة التفتيش". وأضاف "خمسة أفراد قتلوا وأصيب ثمانية. كلهم من أفراد الشرطة"، وقال لياقات علي، قائد شرطة بيشاور، إن المهاجم كان في ما يبدو يريد شق طريقه إلى المدينة، لكنه قرر نسف المتفجرات حين أوقفته الشرطة. وتقع بيشاور على مقربة من مهمند وخيبر وهي مناطق تقع داخل أراضي قبائل البشتون، التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي على الحدود الأفغانية، والتي أصبحت معقلا عالميا للإسلاميين المتشددين. وشن الجيش الباكستاني هجمات واسعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان على مدى العام المنصرم، ما أدى إلى مقتل مئات من المتشددين وتطهير مناطق كثيرة كانت تعتبر معاقل للمتمردين. لكن المتشددين أظهروا قدرة على الصمود وشنوا موجة من الهجمات الانتحارية والتفجيرات في أنحاء متفرقة من البلاد، خاصة في المنطقة الشمالية الغربية أسفرت عن مقتل مئات. واتصل متحدث باسم طالبان الباكستانية برويترز هاتفيا، ليعلن مسؤولية حركته عن الهجوم. وقال المتحدث عزام طارق "هذا رد على العمليات، التي نفذها الجيش من خيبر الى وزيرستان"، مشيرا إلى وزيرستان الجنوبية وهي معقل للمتشددين استهدفها الجيش بحملة واسعة النطاق في أكتوبر الماضي. وأضاف المتحدث "المزيد من الهجمات سيأتي". وصرح مسؤولون أنه في حادث منفصل خطف مدرسان من جانب أشخاص يشتبه انهم متشددون في مهمند أمس الأربعاء، بعد ساعات من مقتل أربعة أفراد من ميليشيات تدعمها الحكومة وخطف آخر، خلال اشتباك في نفس المنطقة. وقال أمير حيدر خان، رئيس الحكومة الإقليمية لخيبر بختونخواه، الذي كان يعرف باسم الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أن الحكومة عازمة على القضاء على التشدد لكن هذا سيستغرق وقتا. وقال للصحافيين في بيشاور، بعد صلاة الجنازة على رجال الشرطة القتلى "هذا الخطر سينتهي يوما، لكنه لن ينتهي في يوم واحد". من جهة أخرى، يعتزم الحاكم العسكري السابق لباكستان، برويز مشرف، تشكيل حزب سياسي جديد في محاولة للعودة إلى الحياة السياسية، بعد عامين من خسارته الانتخابات، كما صرح مسؤولون، أمس الأربعاء. ويمكن أن يواجه مشرف، الذي يعيش في الخارج، منذ الإطاحة به من السلطة، بعد ثماني سنوات من الحكم، القضاء إذا عاد إلى وطنه، نظرا لأن الحكومة الحالية تطالب بالتحقيق معه في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وأكد أحد مسؤولين الانتخابات ومساعد لمشرف في تصريح لوكالة فرانس برس أن مشرف تقدم بطلب لدى السلطات الانتخابية في العاصمة إسلام أباد لتسجيل حزب جيد. وقال محمد علي سيف، الوزير السابق والمستشار القانوني لمشرف، إن السلطات الانتخابية ستنظر في الطلب في العاشر من ماي. وصرح لفرانس برس "لقد تقدمت بطلب رسمي لإنشاء حزب جديد يدعى الرابطة الإسلامية لجميع باكستان. وبرويز مشرف هو رئيس هذا الحزب وسيعلن ذلك رسميا بعد التسجيل". وقال سيف، المتحدث غير الرسمي باسم مشرف، إنه يعمل على تنظيم الحزب السياسي الجديد، وأن الرئيس السابق ابلغه في لندن انه يعتزم العودة إلى باكستان ومواجهة القضية الجنائية المرفوعة ضده. ورفعت الشرطة الباكستانية قضية ضد مشرف في غشت تمهيدا لمحاكمة الرئيس السابق لاعتقاله قضاة في عام 2007، أثناء محاولته التمسك بالسلطة. وكان مشرف فرض الأحكام العرفية وطرد نحو 60 قاضيا في نوفمبر 2007، عندما بدا أن المحكمة العليا ستعلن عدم أهليته للتنافس في الانتخابات الرئاسية نظرا لأنه كان يحمل رتبة عسكرية.