سقط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح في انفجار وقع أمام مجمع للمحاكم في مدينة بيشاور، شمال غرب باكستان، بعد ساعات من مقتل أربعة أشخاص في غارة شنتها طائرة بدون طيار يعتقد بأنها أميركية على منطقة القبائل في وزيرستان. ونقلت مصادر إعلامية في إسلام آباد، أحمد زيدان، عن مصادر أمنية باكستانية قولها إن 18 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 25 آخرين ذبينهم عناصر أمنية-في تفجير انتحاري وقع، الخميس الماضي، أمام مقر المحكمة العليا في بيشاور. وأضاف أن بعض المصادر الأمنية أفادت بأن العملية، التي تمت بواسطة سيارة مفخخة كانت تستهدف منشآت ومقار أمنية حساسة ، منها مقر المخابرات المدنية الذي يقع بالقرب من المجمع القضائي، إلا أن الحراس وحواجز التفتيش المنتشرة في المنطقة منعت السائق الانتحاري من الاقتراب، ففجر نفسه بالقرب من المحكمة. وقالت مصادر في الشرطة الباكستانية إن من بين الضحايا عدد من السجناء كانوا ينقلون في سيارة تصادف وجودها عند المدخل الرئيسي للمحكمة لحظة وقوع الهجوم. بيشاور مجددا تجدر الإشارة إلى أن الهجوم وقع في نفس الشارع، الذي يضم مقر الاستخبارات العسكرية والذي تعرض قبل أيام لهجوم مماثل أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، فضلا عن دمار كبير لحق بالمبنى. وأشارت مصادر أمنية باكستانية إلى أن تركيز حركة طالبان باكستان على مدينة بيشاور في الآونة الأخيرة يعود لعدة أسباب منها قرب المدينة -الواقعة في الشمال الغربي من البلاد- من منطقة القبائل في وزيرستان حيث يواصل الجيش الباكستاني عملياته ضد تنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان. فيما ذكرت مصادر أخرى أن المدينة باتت بموقعها الجغرافي القريب من منطقة القبائل هدفا أمنيا سهلا مقارنة مع مدن أخرى بعيدة وذات إجراءات أمنية مشددة مثل إسلام آباد أو لاهور، لا سيما أن القوى الأمنية نجحت مؤخرا في إحباط عدد من العمليات في هذه المناطق. ونقل عن مصادر أمنية وأخرى في الجيش الباكستاني، قولها بأن أياد خارجية تقف وراء التفجيرات الأخيرة في بيشاور كما ورد على لسان قائد الجيش الذي اتهم الهند وأفغانستان بالتورط في هذه العمليات. وتأتي هذه الأحداث وسط قلق باكستاني متزايد من احتمال قيام الولاياتالمتحدة والدول الأوربية بانسحاب متسرع من أفغانستان من شأنه أن يترك تداعيات كارثية على استقرار وأمن باكستان. وكانت مصادر رسمية باكستانية أكدت في وقت سابق مقتل أربعة مسلحين وجرح خمسة آخرين في غارة شنتها طائرة بدون طيار ذيعتقد أنها أميركية-على موقع في منطقة حمزوني الواقعة على بعد 15 كيلومترا عن مدينة ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان. ولم تفصح المصادر الباكستانية عن هوية القتلى في هذه الغارة، لكنها أكدت بأن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت الغارة قد استهدفت مسلحين أجانب أو قياديين في تنظيم القاعدة. من جهة أخرى، قالت مصادر إعلامية إن الجيش الباكستاني يواصل عملياته في منطقة القبائل جنوب وزيرستان، مستخدما مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة إلى جانب القصف المدفعي والجوي. وذكرت المصادر أن عمليات القصف أسفرت عن دمار كبير لحق في القرى والبلدات المستهدفة من قبل الجيش الباكستاني، فضلا عن نزوح ساكنيها إلى مناطق بعيدة عن مواقع القتال حيث قدرت الأممالمتحدة في وقت سابق عدد النازحين ب 268 ألف شخص.