تتطلع مدينة دبي، مساء غد الأربعاء، إلى افتتاح مهرجانها السينمائي الدولي الذي بلغ دورته الحادية عشر، وذلك وسط مشاركة وازنة لعدد من نجوم الفن السابع العالميين. ويراهن المنظمون على أن تشكل الدورة، التي تنظم خلال الفترة ما بين عاشر و17 دجنبر الجاري، مناسبة لعرض أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية . وتشهد مختلف فقرات المهرجان، عرض 118 شريطا، ناطقة ب34 لغة، تتوزع بين الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، من بينها 55 شريطا تعرض لأول مرة على الصعيد العالمي. وتنتمي الأشرطة المشاركة في مهرجان دبي، التي تعد ثمرة إبداع مخرجين عالميين مخضرمين وآخرين صاعدين واعدين، إلى ثمانية وأربعين دولة. ونجح مهرجان دبي، في غضون سنوات قليلة، في ترسيخ وضعه كأحد أهم التظاهرات الفنية والسينمائية بمنطقة الشرق الأوسط. وعلى مدى أيام المهرجان، تتخلى دبي، عن ثوبها كقطب اقتصادي ومالي، للتحول إلى عاصمة للفن السابع، في ظل برنامج غني ومتنوع، يضم إلى جانب عرض أحد إنتاجات السينما العالمية، تنظيم جلسات حوارية ونقاشات وندوات صحافية. وبحسب المنظمين، فإن مهرجان دبي يتوخى إيجاد الفرص لصناع السينما العرب لعرض أعمالهم على الساحة الدولية، وهو ما دفعه إلى الانخراط في شراكات مع أعرق المهرجانات والمؤسسات ذات التأثير الكبير على الساحة الدولية، من قبيل مهرجان كان السينمائي الدولي، وسان سيباستيان، وفينيسا، ومهرجان مالمو للفيلم العربي، ودوربان الدولي ومهرجان بياريتز لأفلام أمريكا اللاتينية. وأعرب عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عن قناعته بأن هذه التظاهرة الفنية تحولت على مدار أحد عشر عاما من وجودها إلى أرضية خصبة لتطوير ثقافة سينمائية نشيطة في المنطقة، مشيرا إلى أن المهرجان يسعى لتشجيع صناع السينما والمساهمة في تطوير صناعة السينما محليا وعربيا. وأضاف جمعة أن المهرجان يعتبر منصة للمخرجين العرب لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور العربي والعالمي للتعرف عن قرب على قدراتهم واستيعاب محتواها الذي "يعكس الكثير من جوانب شخصيتنا ومجتمعنا العربي"، وهو أيضا منصة لعشاق السينما في دولة الإمارات للاطلاع على أفضل ما أنتجته السينما طوال هذا العام وفرصة لعرض قدرات وإمكانيات دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتشهد ليلة افتتاح الدورة الحادية عشرة للمهرجان عرض فيلم "نظرية كل شيء" للمخرج البريطاني جيمس مارش. ويحكي الشريط، الذي ينتمي إلى سينما السيرة الذاتية، حياة أحد أعظم المفكرين الأحياء، حيث يتعلق الأمر بعالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ وقصة عشقه لطالبة بجامعة كمبريدج. واختار المنظمون، شريط "في الغابة" للمخرج الأمريكي بوب مارشال، لاختتام فعاليات المهرجان. ويجمع الشريط كوكبة من نجوم السينما الأمريكية، ومن بينهم ميريل ستريب، وجوني ديب، وإيميلي بلنت، وآنا كندرك، وكريس باين، كما يجمع في إطار شيق بين عدد من الحكايات والقصص العالمية الخاصة بالأطفال مثل "سندريلا" و"ذات الرداء الأحمر" و"جاك وشجرة الفاصولياء" و"رابونزل". ويكرم مهرجان دبي السينمائي الدولي، في إطار "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، التي يمنحها ليلة الافتتاح لشخصية فنية متميزة تقديرا لعطائها الفني، كلا من الممثل المصري نور الشريف، الذي يضم رصيده السينمائي حوالي 100 فيلم على مدى خمسة عقود، والمغنية الهندية آشا بوسلي، وذلك تقديرا لمسيرتها الفنية والغنائية الزاخرة، التي تشمل أداء 12 ألف أغنية ضمن 850 فيلما. وعلى غرار الدورات السابقة، يعرف المهرجان تنظيم ثلاث مسابقات رسمية خاصة بالسينما العربية، وتهم "المهر للأفلام الطويلة"، التي يتنافس فيها سبعة عشر شريطا من عدة بلدان منها الإمارات والمغرب ولبنان وفلسطين ومصر واليمن، و"المهر للأفلام القصيرة"، التي يشارك فيها خمس عشر شريطا من تونس والسينغال وفرنسا ولبنان وألمانيا والعراق والإمارات وكندا ومصر وفلسطين... إلخ، إلى جانب "المهر الإماراتي" التي تتنافس فيها ثمانية أفلام إماراتية. ويترأس المخرج والمنتج الأمريكي لي دانيالز لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام الطويلة، والتي تضم في عضويتها كلا من المخرج الهولندي ليونارد ريتيل هلمريتش، والمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، والممثلة فرجينيا مادسن، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، فيما يترأس المخرج المصري محمد خان لجنة تحكيم جائزتي المهر للأفلام القصيرة والمهر الإماراتي، وتضم في عضويتها كلا من المخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد. وتشمل فعاليات المهرجان، تنظيم دورة جديدة ل "سوق دبي السينمائي"، الذي تأسس عام 2007 بهدف دعم صناعة الأفلام العربية. ويتطلع السوق، الذي قام بدعم أكثر من 240 مشروعا سينمائيا، خلال هذه السنة إلى توسيع دائرة توزيع الأفلام العربية، سعيا إلى الارتقاء بمكانة السينما العربية على الساحة العالمية، وزيادة فرص المبيعات والتوزيع، ومساعدة صانعي السينما العرب على تحويل السينما إلى صناعة أكثر استدامة.