أثار الدعم الجوي الأمريكي وتعهدات بتقديم السلاح وتدريب الجيش العراقي توقعات بشن هجوم مضاد على تنظيم الدولة الاسلامية لكن الخلافات الطائفية تعوق المساعي الرامية لتكوين استراتيجية عسكرية وربما تؤخر الهجوم الشامل المنتظر. كان مقاتلو التنظيم اجتاحوا شمال العراق في هجوم استمر 48 ساعة فقط في يونيو حزيران الماضي دون أن يلقوا مقاومة تذكر حتى وصلوا إلى مشارف بغداد ليلحقوا هزيمة مخزية بالجيش العراقي الذي دربته الولاياتالمتحدة ثم سلم الارض والسلاح أثناء تقهقره. وعلى النقيض فإن أي جهد ناجح من جانب الحكومة التي يقودها الشيعة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الأراضي التي يحكم فيها ملايين العراقيين لن يتأتى إلا من خلال معركة شرسة ربما تمتد لما بعد العام المقبل. وتعتمد حكومة بغداد على الميليشيات الشيعية وقوات البشمركة الكردية لإحتواء الدولة الاسلامية وهذا في حد ذاته قد يفاقم التنافس الطائفي الذي فتح الباب أمام هجوم المتشددين خلال الصيف. وكانت صحف أمريكية نقلت عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن مهمة التدريب الأمريكية ترمي إلى إعداد القوات العراقية لهجوم في فصل الربيع لاستعادة الأراضي بما فيها الموصل أكبر مدن شمال العراق ومركز قوة الدولة الاسلامية. وقال هيمن هورامي وهو من القيادات الكردية المقربة من الزعيم مسعود البرزاني لرويترز إن القوات العراقية لن تكون جاهزة لنقل المعركة إلى الموصل حتى أواخر عام 2015. وأضاف "لن يحدث (هجوم) لا في الربيع ولا في الصيف" وأضاف أن إحراز تقدم يتوقف على استعداد الحكومة "لإعادة تنظيم الجيش والسرعة التي يمكن بها حل القضايا السياسية معنا ومع السنة ومدى سرعة التحالف في توفير الأسلحة الثقيلة للبشمركة والجيش العراقي