شارك المئات من مسلمي إسبانيا، أغلبهم من أبناء الجالية المغربية، في مظاهرة اليوم السبت للاحتجاج على قرار السلطات الاسبانية إغلاق أكبر مقبرة إسلامية بالبلد وهي مقبر غرينيون المتواجدة جنوبي العاصمة مدريد والتي كان الدكتانور فرانسيسكو فرانكو قد وهبها لدفن الجنود المغاربة الذين كانوا يحاربون في صفوف قواته إبان الحرب الأهلية الإسبانية [1939 - 1936]. وقد ردد المتظاهرون شعارات تندد بقرار إغلاق هذه المقبرة من قبل بلدية غرينيون وهو القرار الذي اعتبروه مجحفا في حق المواطنين من معتنقي الديانة الإسلامية والذين يقدر عددهم بمليوني شخص، وطالبوا بإعادة فتحها فورا ومن دون أية شروط. كما رفع المشاركون في لافتات تحمل فيها مسؤولية إغلاق المفبرة للبلدية وللمفوضية الإسلامية التي أعطت تزكيتها لقرار الإغلاق، معتبرين أنها مؤسسة غير شرعية ولا تمثل المسلمين ما دامت غير منتخبة ولم يغير هياكلها منذ أزيد من 25 سنة. هذا وكانت مجموعة من جمعيات الشباب المسلم وعلى رأسها جمعية الفتيات المسلمات بإسبانيا، قد تعدت لهذه التظاهرة مباشرة بعد قرار الإغلاق يوم 17 نونبر الجاري. وتأتي هذه المظاهرة بعد لقاء انعقد مساء الخميس ببلدة فوينلابرادا، جنوبي مدريد والتي يقطنها ما يقرب من 10 آلاف مهاجر مغربي، بمدريد لتدارس الحلول الممكنة بعد قرار السلطات الاسبانية إيقاف الدفن في مقبرة غرينيون. وخلال النقاش الذي تخلل هذا الاجتماع حمل العديد من المتدخلين المسؤولية للسلطات الاسبانية وكذا للأمين العام للمفوضية الاسلامية، رياج ططري، الذي وافق على إغلاق المقبرة دون استشارة الجمعيات الاسلامية الشيء الذي دفع العديد من المشاركين إلى "رحيل" الأمين العام للمفوضية الذي يحتل هذا المنصب منذ ما يقرب من ثلاثين سنة. كما أكد العديد من الفاعلين الجمعويين أن القنصلية المغربية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية حيث أنها كانت تشرف على المقبرة بإذن من وزارة الدفاع الاسبانية لمدة عقود قبل أن تتخلى عنها. ويوجد حاليا في إحدى شركات نقل الأموات ما لا يقل عن ستة جثامين لمواطنين مغاربة تفاجأت عائلاتهم بقرار إغلاق المقبرة منذ يوم 17 نونبر الجاري ولوحت بعض هذه العائلات بنقل الجثامين إلى باب المقبرة لدفع سلطات البلدية إلى فتح المقبرة من جديد.