هددت العديد من العائلات المغربية بإسبانيا بعرض جثامين أقاربها بالشارع العام احتجاجا على قرار السلطات الإسبانية، ومن دون سابق إنذار، وقف الدفن بأكبر مقبرة إسلامية في البلاد وهي مقبرة غرينيون المتواجدة جنوبي العاصمة مدريد وهي المقبرة التي كان الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو قد وقفها لدفن جثث الجنود المغاربة الذين كانوا يحاربون في صفوف قواته إبان الحرب الأهلية الإسبانية [1936-1939]. وعلمت "شبكة أندلس الإخبارية" أن عددا من الفاعلين في المجتمع المدني المغربي أطلقوا سلسلة من الاحتجاجات على قرار السلطات الاسبانية، من أبرزها إطلاق عريضة لجمع التوقيعات للمطالبة بإعادة فتح المقبرة وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مدخل المقبرة. كما علم مراسل الشبكة أن وزارة الدفاع الاسبانية قامت بتفويت المقبرة التي كانت في ملكيتها إلى بلدية غرنيون بعد تراخي السلطات المغربية في المطالبة باستكمال إجراءات الملكية على المقبرة بالرغم من أن القنصلية المغربية في مدريد هي التي كانت تدفع فواتير الماء والكهرباء ومصاريف الصيانة لعدة سنوات، بما أن اسم القنصلية كان مدونا على وثائق السجل العقاري. ويوجد حاليا في إحدى شركات نقل الأموات ما لا يقل عن ستة جثامين لمواطنين مغاربة تفاجأت عائلاتهم بقرار إغلاق المقبرة منذ يوم 17 نونبر الجاري ولوحت بعض هذه العائلات بنقل الجثامين إلى باب المقبرة لدفع سلطات البلدية إلى فتح المقبرة من جديد. من جانبها تعهدت سلطات بلدية غرينيون بإعادة فتح المقبرة في غضون الأشهر المقبلة بعد تفويت تسييرها إلى إحدى الشركات الخاصة. أما الهيئات التمثيلية للمسلمين وعلى رأسها المفوضية الإسلامية فلم تحرك ساكنا في الموضوع بالرغم من مسؤوليتها في تفعيل اتفاق يرجع إلى سنة 1992 بين الدولة الاسبانية وذات التمثيليات يضمن حق مسلمي إسبانيا في الحصول على مقابر إسلامية في كل مناطق البلاد. وقد سبق ل"شبكة أندلس الإخبارية" قد نشرت ملفا خاصا عن المقابر الاسلامية تحث عنوان "المقابر الاسلامية: الملف الميت". ++ في الصورو مقبرة غرينيون