دفع قرار السلطات الاسبانية إغلاق أكبر مقبرة إسلامية في إسبانيا، وهي مقبرة غرينيون المتواجدة على بعد 30 كيلومتر جنوبي مدريد، بعض الجمعيات الاسلامية إلى الالتجاء إلى رئيس الجالية اليهودية بإسبانيا لطلب مساعدته لتمكين المسلمين من الحصول على حقهم في دفن موتاهم على الطريقة الإسلامية، كما طالبوا بإقالة الأمين العام للمفوضية الاسلامية بإسبانيا، السوري رياج ططري. وخلال اجتماع انعقد مساء اليوم الخميس بمدريد لتدارس الحلول الممكنة بعد قرار السلطات الاسبانية إيقاف الدفن في مقبرة غرينيون، والتي كان الدكتاتور فرانكو قد وهبها لدفن الجنود المغاربة الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية [1936 1939]، أشار محمد خرشيش، مسؤول الشؤون الاجتماعية بالمركز الثقافي الاسلامي بمدريد، أن رئيس الجالية اليهودية أبدى استعداده لمساعدة الجاليات المسلمة للحصول على مقابر لدفن موتى المسلمين على الطريقة الاسلامية على غرار اليهود الاسبان. وقال خرشيش إن السلطات الاسبانية تكيل بمكيالين حيث تسمح لليهود بدفن موتاهم على الطريقة اليهودية بينما تحاول منع المسلمين من دفن موتاهم على الطريقة الاسلامية. وخلال النقاش الذي تخلل هذا الاجتماع حمل العديد من المتدخلين المسؤولية للسلطات الاسبانية وكذا للأمين العام للمفوضية الاسلامية، رياج ططري، الذي وافق على إغلاق المقبرة دون استشارة الجمعيات الاسلامية الشيء الذي دفع العديد من المشاركين إلى "رحيل" الأمين العام للمفوضية الذي يحتل هذا المنصب منذ ما يقرب من ثلاثين سنة. كما أكد العديد من الفاعلين الجمعويين أن القنصلية المغربية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية حيث أنها كانت تشرف على المقبرة بإذن من وزارة الدفاع الاسبانية لمدة عقود قبل أن تتخلى عنها. وقرر المشاركون تنظيم مظاهرة ضخمة يوم السبت 29 نونبر أمام مقبرة غرينيون لدفع السلطات إلى إعادة فتح المقبرة وكذا تطبيق اتفاقية سنة 1992 بين الدولة الاسبانية والهيئات التمثيلية للمسلمين والتي تعطيهم الحق في الحصول على مقابر خاصة بهم في كل البلديات.