تستعد العشرات من الجمعيات الثقافية والدينية الإسلامية بإسبانيا لتنظيم مظاهرة ضخمة يوم غد السبت 29 نونبر للاحتجاج على قرار السلطات الاسبانية إغلاق أكبر مقبرة إسلامية بالبلد وهي مقبر غرينيون المتواجدة جنوبي العاصمة مدريد والتي كان الدكتانور فرانسيسكو فرانكو قد وهبها لدفن الجنود المغاربة الذين كانوا يحاربون في صفوف قواته إبان الحرب الأهلية الإسبانية [1939 - 1936]. وتقود هذه التظاهرة مجموعة من جمعيات الشباب المسلم وعلى رأسها جمعية الفتيات المسلمات بإسبانيا. وستنطلق المظاهرة من أمام مقر بلدية غرينيون على الساعة الواحدة بعد الزوال للتنديد بهذا القرار "المجحف في حق المسلمين أمواتا وأحياء". هذا وقد انعقد مساء الخميس ببلدة فوينلابرادا، جنوبي مدريد والتي يقطنها ما يقرب من 10 آلاف مهاجر مغربي، بمدريد لتدارس الحلول الممكنة بعد قرار السلطات الاسبانية إيقاف الدفن في مقبرة غرينيون. وخلال النقاش الذي تخلل هذا الاجتماع حمل العديد من المتدخلين المسؤولية للسلطات الاسبانية وكذا للأمين العام للمفوضية الاسلامية، رياج ططري، الذي وافق على إغلاق المقبرة دون استشارة الجمعيات الاسلامية الشيء الذي دفع العديد من المشاركين إلى "رحيل" الأمين العام للمفوضية الذي يحتل هذا المنصب منذ ما يقرب من ثلاثين سنة. كما أكد العديد من الفاعلين الجمعويين أن القنصلية المغربية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية حيث أنها كانت تشرف على المقبرة بإذن من وزارة الدفاع الاسبانية لمدة عقود قبل أن تتخلى عنها. وقرر المشاركون دعم مظاهرة يوم السبت 29 نونبر أمام مقبرة غرينيون لدفع السلطات إلى إعادة فتح المقبرة وكذا تطبيق اتفاقية سنة 1992 بين الدولة الاسبانية والهيئات التمثيلية للمسلمين والتي تعطيهم الحق في الحصول على مقابر خاصة بهم في كل البلديات. كما علم مراسل "شبكة أندلس الإخبارية" أن وزارة الدفاع الاسبانية قامت بتفويت المقبرة التي كانت في ملكيتها إلى بلدية غرنيون بعد تراخي السلطات المغربية في المطالبة باستكمال إجراءات الملكية على المقبرة بالرغم من أن القنصلية المغربية في مدريد هي التي كانت تدفع فواتير الماء والكهرباء ومصاريف الصيانة لعدة سنوات، بما أن اسم القنصلية كان مدونا على وثائق السجل العقاري. ويوجد حاليا في إحدى شركات نقل الأموات ما لا يقل عن ستة جثامين لمواطنين مغاربة تفاجأت عائلاتهم بقرار إغلاق المقبرة منذ يوم 17 نونبر الجاري ولوحت بعض هذه العائلات بنقل الجثامين إلى باب المقبرة لدفع سلطات البلدية إلى فتح المقبرة من جديد. من جانبها تعهدت سلطات بلدية غرينيون بإعادة فتح المقبرة في غضون الأشهر المقبلة بعد تفويت تسييرها إلى إحدى الشركات الخاصة. أما الهيئات التمثيلية للمسلمين وعلى رأسها المفوضية الإسلامية فلم تحرك ساكنا في الموضوع بالرغم من مسؤوليتها في تفعيل اتفاق يرجع إلى سنة 1992 بين الدولة الاسبانية وذات التمثيليات يضمن حق مسلمي إسبانيا في الحصول على مقابر إسلامية في كل مناطق البلاد. وقد سبق ل"شبكة أندلس الإخبارية" قد نشرت ملفا خاصا عن المقابر الاسلامية تحث عنوان "المقابر الاسلامية بإسبانيا: الملف الميت".