احتج أفراد الجالية المسلمة بمدريد على إغلاق، المقبرة الإسلامية بغرينيون،مؤخرا، و التي تعتبر الوحيدة بهذه الجهة، ومن بين الأكبر في إسبانيا. وأوضحت نوريا الحداد بوفارس، العضو برابطة النساء المسلمات بإسبانيا، أن عددا من ممثلي جمعيات الجالية المسلمة نظموا يوم الأحد 23 نونبر، اعتصاما أمام مقر وزارة العدل الإسبانية بمدريد، وأمام بلدية غرينيون احتجاجا على قرار عمدة هذه البلدة (جنوبمدريد) التي تقطنها 9400 نسمة، أنطونيا دياز غاريدو، إغلاق المقبرة في 18 نونبر. وأضافت بوفارس، في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في مدريد، أن الجمعيات الإسلامية جمعت توقيعات ستقدمها لعمدة هذه البلدة، وللمؤسسات الإسبانية، وذلك من أجل إيجاد حل لهذا المشكل "المؤلم"، الذي تعاني منه الجالية المسلمة. وتابعت أن مظاهرة أخرى ستنظم يوم السبت 29 نونبر، عند مدخل مقبرة غرينيون احتجاجا على التدابير التي اتخذتها هذه المسؤولة المحلية، مشيرة إلى أن ستة جثامين لأموات مسلمين، بينهم مغاربة، يوجدون حاليا في مستودع الأموات بمسجد "إمي 30″ بالعاصمة الإسبانية في انتظار دفنهم من قبل أسرهم، وذلك منذ إغلاق هذه المقبرة. وأوضحت السيدة بوفارس أن الميزة الرئيسية لهذه المقبرة هي أن جميع الموتى يدفنون طبقا لتعاليم الشريعة الإسلامية. وتطالب الجمعيات باحترام الدستور الإسباني لسنة 1978، خاصة المادة 2 المتعلقة بالحرية الدينية، واتفاقيات سنة 1992، التي وقعت بين الدولة الإسبانية وممثلي المسلمين بهذا البلد. يذكر أن سيدة إسبانية من أصل مغربي هي من وهب هذه البقعة الأرضية البالغة مساحتها 7000 متر مربع للحكومة الإسبانية لدفن الجنود المغاربة الذين قتلوا في ساحة المعركة قرب مدريد خلال الحرب الأهلية الإسبانية. وتعتبر المقبرة الإسلامية بغرينيون، من بين الأكبر بإسبانيا، وهي مفتوحة للمجموع الجالية الإسلامية، ليس فقط بهذه الجهة ولكن أيضا من كاستيا لامانتشا وقشتالة ليون. ويدفن الموتى وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية، موجهين إلى مكةالمكرمة وملامسين للأرض. ويقدر عدد المسلمين المقيمين بجهة مدريد بنحو 255 ألف نسمة.