علمت أندلس برس الخميس لدى الكاتب العام للمفوضية الإسلامية بإسبانيا، المغربي منير بنجلون الأندلسي، أن هذه الأخيرة ستعقد يوم السبت 17 نونبر الجاري بمدريد اجتماعا حاسما لتعديل القوانين الأساسية لهذه المؤسسة التي تعتبر الممثل الشرعي والمحاور الرسمي لمسلمي إسبانيا، بهدف جعلها أكثر فاعلية وأكثر ديمقراطية بعد عشرين سنة من الجمود. وقال بنجلون الأندلسي في تصريح لأندلس برس إنه "آن الأوان لتحويل المفوضية الإسلامية إلى مؤسسة أكثر فاعلية وأكثر قدرة على الدفاع على حقوق المسلمين في إسبانيا، علما أن كل الحقوق المكفولة بقوة الدستور وبموجب الاتفاق التاريخي الموقع سنة 1992 بين الدولة الإسبانية والهيئات الإسلامية ظل حبرا على ورق بسبب الجمود والصراعات الداخلية على الزعامة لمدة عشرين سنة". وأكد الرجل القوي داخل المفوضية الإسلامية أن الهدف الرئيس من التعديلات المقترحة على القوانين الأساسية للمفوضية هو تمكين أكبر عدد من الفيدراليات الوطنية والجهوية من الإنخراط في الهيئات التقريرية للمفوضية بعد أن كانت هذه الأخيرة تقتصر على الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (الفيري) التي يرأسها حاليا بنجلون الأندلسي واتحاد الجمعيات الإسلامية (اوسيدي) الذي يرأسه منذ أكثر من عشرين سنة السوري رياج ططري المحسوب على تيار الإخوان المسلمين. ويذكر أن المفوضية الإسلامية ظلت منذ تأسيسها سنة 1992 رهينة الصراع على الزعامة بين رئيسها السوري رياج ططري وكاتبها العام الإسباني الراحل منصور إسكوديرو، وكلاهما موال للسلطات الإسبانية، ليتحول الصراع بعد ذلك بين رياج ططري ومحمد علي السبتاوي الموال للسلطات المغربية، قبل أن تتم إزاحة هذا الأخير عن رئاسة الفيري من قبل بنجلون الأندلسي المحسوب على مدرسة العدل والإحسان، بعد انتخابات ساخنة ومعركة قضائية حامية. ويعتبر العديد من المراقبين أن بنجلون الأندلسي يعد "رجل المرحلة" القادر على إحداث "ثورة ديمقراطية" داخل التمثيليات الإسلامية بإسبانيا وإزاحة "الزعامات" التي حولت المفوضية الإسلامية إلى صورة مصغرة للأنظمة العربية قبل اندلاع الربيع الديمقراطي. وحسب القانون الأساسي المقترح والذي حصلت أندلس برس على نسخة منه سيصبح بإمكان جميع الفيدراليات والهيئات الإسلامية الالتحاق بهياكل المفوضية الإسلامية التي سيتم انتخابها بطريقة ديمقراطية، كما سيتم خلق تمثيليات بكل الجهات والمناطق لتقريب المفوضية من المواطنين أتباع الديانة الإسلامية والذين يقدر عددهم بأزيد من المليون ونصف المليون شخص، بينهم ما يقارب المليون مواطن من أصل مغربي. وتقع على عاتق القيادة الجديدة للمفوضية الإسلامية افعيل مقتضيات اتفاقية سنة 1992 خاصة فيما يتعلق ببناء المساجد وتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية في المدارس العمومية وضمان الأطعمة الحلال في المدراس والمستشفيات والسجون وكذا تهييء مقابر لدفن موتى المسلمين وكلها حقوق يكفلها القانون لكنها ضلت موقوفة التنفيذ بسبب الشلل الذي كانت تعاني منه المفوضية. ++ في الصورة يظهر بنجلون الأندلسي (يسار) إلى جانب سفير المغرب بمدريد حمدو ولد سويلم