عاشت بلدة شوثا بالقرب من طليطلة، جنوبمدريد، جدلا حادا هذه الأيام بعد اختيار فتاة من أصول مغربية كملكة للاحتفالات الدينية الني تصحب موكب مسيح الرحمة المقدس، وهو ما دفع عمدة البلدة إيناسيو بيتا لوغا إلى طلب مدد من قوات الحرس المدني من خارج البلدة لمؤازرة الشرطة المحلية في عملية ضمان السير العادي للاحتفالات نهاية الأسبوع الماضي. وقد كان اختيار يسمينة كملكة للعيد الكاثوليكي من طرف ممثلي البلدية و أعضاء جمعيات أولياء التلاميذ بالبلدة، إلى احتدام الجدل و التراشق بالكلام بين ممثلي الكنيسة و الأخويات الكاثوليكية من جهة، و مسؤولي البلدية و بعض المتضامنين من جهة أخرى، وأعرب الكثير من سكان البلدة عن استيائهم من أن تترأس نشاطهم الديني أمام مسيح الرحمة فتاة مسلمة. وقد وصف المسؤول الديني و المشرف على كنيسة البلدة الأب خوان مانويل أوثيطا قرار اختيار يسمينة بأنه تعسف و"سوء استعمال للسلطة"، متهما العمدة الاشتراكي بالتعامل بنفس المنطق مع الأنشطة المدنية و الأنشطة الدينية و هو ما يتسبب في "آلام بالغة للناس". ودافعت البلدية عن قرارها اختياريسمينة المغربية الأصول كملكة رفقة فتاة جنوب إفريقية وأخرى غجرية كوصيفات الشرف، بأنه خطوة في دعم الاندماج و التعددية الثقافية للبلدة، فيما رد الأب الكاثوليكي بأن الأعياد المسيحية ليست لا بالمكان و لا بالزمان المناسبين لتوطيد هذه التعددية التي أيضا تدافع عنها كنيسته بتوفير المساعدات للمسلمين المحتاجين في البلدة. ونقلت الصحف الصادرة أمس بأن الآحتفالات جرت بشكل عادي وسط صمت وصفه البعض بأنه غير اعتيادي، لولا أن كسرته امرأة بصراخها في وجه المصورين الذين كانوا يأخذون ليسمينة و وصيفاتها صورا بعبارة "لاتصوروها"، إلا أن عجائز أصمتنها بالقول"إذا لم يعجبك إذهبي إلى بيتك". وأعربت والدة يسمينة عن"سرورها" لوقوع الاختيار على ابنتها هذا العام وقالت بأن يسمينة لا تمارس شعائر الدين الإسلامي. وقدمت يسمينة قربان إكليل الزهور لتمثال مسيح الرحمة في جو عادي، وكان سيكون عادي تماما لو أن الملكة التي لها الصدارة في وجوه القوم، لم يتم الحط من جلالها و إجلاسها ووصيفاتها في المقعد الخلفي بأمر من الأب أوثيطا الذي يمثل الكنيسة في هذه الاحتفالات.