أعلن الجيش الأمريكي أنه أسقط جوا أسلحة للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني الحدودية السورية وذلك للمرة الأولى منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر في خطوة قد تزعج تركيا. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الجيش الأمريكي أسقط جوا أسلحة وذخيرة وامدادات طبية الليلة الماضية للاكراد الذي يحاولون صد هجوم مقاتلي التنظيم المتشدد الذين سيطروا على مناطق كبيرة في سورياوالعراق. وقال متحدث باسم القوات الكردية السورية الرئيسية التي تدافع عن بلدة كوباني الحدودية اليوم الاثنين إن قواته تأمل في مزيد من الدعم بعد ان أسقط الجيش الامريكي أسلحة جوا لصالحها للمرة الأولى منذ بدء القتال. وقال ريدور شليل المتحدث باسم القوات الكردية السورية لرويترز عبر سكايب “سيكون لها تأثير ايجابي على سير العمليات ومازلنا نأمل في مزيد من الدعم.” وقال بولات جان وهو متحدث باسم القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة كوباني على حسابه على تويتر اليوم الإثنين إن كمية ضخمة من الذخيرة والسلاح وصلت للبلدة. وقبيل إعلان وصول الذخيرة والسلاح للبلدة قال المتحدث باسم القوات الكردية إنه سيعلن قريبا”أنباء سارة.” وبلدة كوباني التي تعرف ايضا باسم عين العرب محاصرة من ثلاث جهات هي الشرق والغرب والجنوب ويحدها من الشمال الاراضي التركية. ورفضت الحكومة التركية مطلب الأكراد السوريين لفتح ممر بري حتى تستطيع كوباني الحصول على امدادات من مناطق كردية أخرى في شمال سوريا. وتنظر تركيا الى الاكراد السوريين بعين الشك للروابط بينهم وبين حزب العمال الكردستاني التركي الذي حارب أنقرة طوال عقود من أجل حقوق الاكراد في تركيا. ويمثل تزويد المقاتلين الاكراد بالسلاح تصعيدا للجهود الأمريكية لمساندة القوات المحلية حتى تصد مقاتلي الدولة الاسلامية في سوريا بعد سنوات حرصت فيها واشنطن على عدم الانزلاق في الحرب الاهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات. ويقصف التحالف أهداف الدولة الإسلامية في العراق منذ أغسطس آب ووسع حملته لتشمل سوريا في سبتمبر أيلول بعدما حقق التنظيم مكاسب كبيرة على الأرض. وفي عملية الاسقاط قالت القيادة المركزية في بيان إن طائرات من طراز سي-130 تابعة لسلاح الجو الأمريكي “سلمت أسلحة وذخيرة وامدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق واستهدفت تمكين مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للإستيلاء على كوباني.” وقال البيان إن 135 ضربة جوية شنتها الولاياتالمتحدة قرب كوباني في الأيام الأخيرة مصحوبة باستمرار مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض أدت إلى ابطاء تقدم التنظيم في البلدة وقتل مئات من مقاتليه. وأضاف البيان”ولكن الوضع الأمني في كوباني مازال هشا مع مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة واستمرار مقاومة القوات الكردية.” ولم تشر القيادة المركزية الامريكية لأي غارات جوية جديدة حول كوباني التي حال موقعها الاستراتيجي دون ان يرسخ المتشددون الاسلاميون مكاسبهم في شمال سوريا. ووصف مسؤولون أمريكيون خلال مؤتمر هاتفي الاسلحة التي تم تسليمها بأنها “أسلحة صغيرة” ولم يقدموا المزيد من التفاصيل. وأخطرت الولاياتالمتحدةتركيا مسبقا بخططها لنقل أسلحة للاكراد السوريين الذين تتشكك فيهم أنقرة لصلتهم بالاكراد الاتراك الذين تسببت حملتهم في مقتل 40 ألف شخص. وقال مسؤول امريكي للصحفيين “الرئيس (باراك) أوباما تحدث الى (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان امس وأخطره بعزمنا القيام بهذا والاهمية التي نعلقها على الامر.” وأضاف “نتفهم المخاوف التركية القديمة فيما يتعلق بعدد من الجماعات منها الجماعات الكردية التي انخرطوا معها في صراع. لكن نعتقد بشدة ان الولاياتالمتحدةوتركيا تواجهان خطرا مشتركا هو الدولة الاسلامية في العراق والشام ونحن بحاجة الى تحرك سريع” مستخدما الاسم القديم للدولة الاسلامية. وقالت الرئاسة التركية ان اوباما واردوغان بحثا الموقف في سوريا بما في ذلك الاجراءات التي يمكن ان تتخذ لوقف تقدم الدولة الاسلامية كما بحثا الوضع في كوباني. وتتفاوت ضراوة القتال المستمر في كوباني بين الصعود والهبوط منذ شهر. وكان الأكراد حذروا قبل أسبوع من أن سقوط المدينة في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بات وشيكا. وكثف التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة غاراته الجوية على الدولة الإسلامية التي تنشد السيطرة على كوباني لتعزيز موقعها في شمال سوريا.