قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس الثلاثاء إن مدينة كوباني الكردية السورية "على وشك السقوط"، بعد أن تقدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ودخلوها من الجنوب الغربي مواصلين هجوما استمر ثلاثة أسابيع. عناصر داعش تستعرض قوتها في الشوارع ترددت أنباء عن سقوط ما يربو على 400 قتيل فيما أجبر الآلاف على الفرار من ديارهم. وزاد احتمال سقوط المدينة الحدودية في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين أصبحوا الآن داخل المدينة، من الضغوط التي تتعرض لها تركيا للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين. ويريد التنظيم السيطرة على كوباني لتشديد قبضته على المنطقة الحدودية وتعزيز مكاسبه، التي حققها في العراقوسوريا في الشهور الأخيرة. وأخفقت الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة في وقف تقدم مقاتلي التنظيم صوب كوباني. وقال الرئيس التركي إن القصف ليس كافيا لإنزال الهزيمة بالدولة الإسلامية وإن تركيا أوضحت أن من الضروري اتخاذ خطوات إضافية قبل أن يكون بإمكانها التدخل. وقال خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين إن مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية "لا يمكن حلها عن طريق القصف الجوي. في اللحظة الحالية... كوباني على وشك السقوط". وأضاف "لقد حذرنا الغرب. وكنا نريد ثلاثة أشياء. منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين". وأضاف أن تركيا ستتدخل إذا حدث تهديد للجنود الأتراك الذين يحرسون موقعا تاريخيا في سوريا تعتبره أنقره أرضا تابعة لسيادتها. لكن تركيا لم تتخذ حتى الآن أي خطوة للمشاركة في القتال عبر الحدود. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث مرتين في الأيام الأخيرة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إحداها ليل الاثنين والأخرى صباح أول أمس الثلاثاء. وأضافت "تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدما وتلك المحادثات مستمرة... لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك.. لذا فإن هناك حوارا نشطا يجري في هذا الصدد". وقالت إن الجنرال المتقاعد جون ألين المبعوث الذي كلفه الرئيس باراك أوباما ببناء التحالف ضد الدولة الإسلامية ونائبه بريت مكجورك سيكونان في تركيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات. جاء مزيد من الضغط من فرنسا التي قالت إن من الضروري وقف تقدم الدولة الإسلامية نحو كوباني وإنها تبحث مع تركيا ما يمكن عمله. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للبرلمان "هناك الكثير الذي يتعرض للخطر في كوباني ويجب عمل كل شيء حتى يمكن منع إرهابيي داعش (الدولة الإسلامية) وصدهم". لكن بعض المحللين تنتابهم شكوك في توافر الإرادة بين الحلفاء الغربيين لاتخاذ مزيد من الإجراءات. وقال فادي حكورة، محلل الشؤون التركية في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية "إنه تحالف فاقدي الإرادة.. كل دولة تفعل الحد الأدنى وخاصة في سوريا". وعلى الناحية الأخرى من الحدود التركية القريبة كان بالإمكان رؤية علمين لتنظيم الدولة الإسلامية يرفرفان على الجانب الشرقي من كوباني. وتعرضت المنطقة لهجومين جويين بينما ترددت أصداء طلقات متفرقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق مقتل 412 شخصا من المدنيين والمقاتلين أثناء المعركة من أجل كوباني المستمرة، منذ ثلاثة أسابيع. وقال الجيش الأمريكي إن القوات الجوية التابعة له ولدول حليفة نفذت ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا يومي الاثنين والثلاثاء. وفي منطقة كوباني دمرت الغارات الجوية مركبات مسلحة ودبابة وعربة تحمل قطعة مدفعية مضادة للطائرات. وعلى الأرض أمكن مشاهدة دبابة تحترق تابعة فيما يبدو للدولة الإسلامية على المشارف الغربية للبلدة. كما وقعت اشتباكات على المشارف الشمالية وأمكن سماع انفجارات قذائف مورتر إلى الشمال الشرقي. وقالت آسيا عبد الله المسؤولة الكردية الكبيرة لرويترز من داخل البلدة المحاصرة إن مقاتلي الدولة الإسلامية يستخدمون أسلحة ثقيلة وقذائف لقصف كوباني.