طلبت ألمانيا من أكبر مسؤول عن المخابرات في السفارة الأمريكية في برلين، اليوم الخميس، مغادرة البلاد في خطوة غير معتادة إلى حد كبير مما يعكس الغضب الشديد داخل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، بعد اكتشاف جاسوسين أمريكيين مشتبه بهما خلال أسبوع واحد. وهوت الفضيحة بالعلاقات بين ألمانيا وواحدة من أقرب حلفائها إلى مستوى منخفض جديد، بعد أن كشف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن العام الماضي عن قيام الوكالة بأنشطة تجسس واسعة على الألمان بما في ذلك المستشارة ميركل. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية "قدم الطلب في ضوء التحقيق الذي يجريه المدعي الاتحادي الألماني والأسئلة التي أثيرت على مدى شهور عن أنشطة أجهزة المخابرات الأمريكية في ألمانيا". وكشفت السلطات الألمانية أمس الأربعاء، عن ضبط جاسوس أمريكي مشتبها به في وزارة الدفاع، بعد أيام من اعتقال موظف في دائرة المخابرات الاتحادية الألمانية للاشتباه في أنه عميل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية واعترافه بتمريره وثائق لضابط اتصال أمريكي. واستخدمت ميركل أقوى العبارات حتى الآن للتنديد بالتجسس المزعوم الذي قالت إنه ينتمي لحقبة الحرب الباردة، قائلة "من وجهة نظري التجسس على الحلفاء.. إهدار للطاقة، ولدينا الكثير من المشكلات يتعين أن نركز اهتمامنا على الأمور المهمة". وتعرضت ميركل لضغوط قوية لاتخاذ إجراء ضد الولاياتالمتحدة في ضوء الغضب العام بشأن مزاعم التجسس. ويقدر الألمان خصوصيتهم بشدة نظرا لذكريات التنصت الواسع الذي قام به جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية الشيوعية (ستاسي) والشرطة السرية في ألمانيا النازية (جستابو).