ما زال مسلسل فضائح التجسس المتورطة فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفها الاستراتيجي بريطانيا تتكشف حلقاته واحدة تلو الأخرى، آخرها تجسسهما على منظمة «أوبك» التي تجمع الدول العالمية المنتجة للبترول والغز الطبيعي. فقد كشفت مجلة ألمانية اليوم، الإثنين 11 نونبر، عن وثائق ومعلومات جديدة مسربة تفيد بتجسس الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا على منظمة الدول المصدرة للبترول، المعروفة اختصارا ب «أوبك». ونقلت وسائل الإعلام الألمانية عن المجلة "دير شبيغل" أن الوثائق تفيد بأن مقر منظمة "أوبك"، الموجود بالعاصمة النمساوية فيينا، كان ضمن قائمة الأهداف التي يتم التنصت عليها من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية والمخابرات البريطانية. وأوضحت المصادر ذاتها أن تلك العملية تتم عبر اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمنظمة بهدف التعرف على حجم الإنتاج الحقيقي للدول الأعضاء في المنظمة، وهو ما اعتبره أمين عام المنظمة عبد الله البدري "أمرا مؤلما". وكان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جون ماكين، قد طالب وكالة الأمن القومي الأمريكية بإجبار رئيسها كيث إلكسندر على تقديم استقالته، بسبب الأضرار التي لحقت العلاقات الأمريكية الألمانية بعد الكشف عن قيام واشنطن بالتجسس على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي سياق متصل، أكد ماكين، في تصريح لمجلة "دير شبيغل"، عزم الإدارة الأمريكية تنظيف الوكالة بالكامل، مشددا على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استعداد للتقدم باعتذار رسمي للمستشارة الألمانية. ومن جهتها، كانت وزارة الداخلية الألمانية قد أكدت أنها لا تستبعد طلب الاستماع إلى إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، الذي فجر هذه الفضيحة وسرب مجموعة من الوثائق للمجلة، بشأن تجسس الوكالة على المواطنين الألمان وعلى رأسهم المستشارة ميركل. وقال المتحدث باسم الداخلية، ينز تيشكه، في وقت سابق، "إذا تم تشكيل لجنة تحقيقات فسيكون من المحتمل بالطبع أخذ أقوال سنودن في روسيا" لأن حكومة ميركل لا تزال ترفض منح سنودن حق اللجوء في ألمانيا. *المصدر: و م ع