تفاعلا مع الظهير الملكي المنظم لمهام القيمين الدينيين وضبط الشأن الديني بالمغرب، شدد وزير الأوقاف الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، على عدم ممارسة الأئمة والخطباء والمؤذنين لأي نشاط سياسي أو نقابي، أو اتخاذ أي موقف يكتسي صبغة سياسية أو نقابية كونه "لا يتناسب مع وظيفة المسجد"، مشيرا إلى هذا الأمر "لن يحرمهم من واجباتهم الانتخابية". وقال التوفيق خلال ندوة صحفية عقدها بهذا الخصوص، اليوم الأربعاء بالرباط، إن عدم ممارسة القيم الديني لنشاط سياسي أو نقابي هو "أمر معروف لدى الأئمة والخطباء الذين يعرفون ذلك ويلتزمون به، وأصبح الآن منصوصا عليه بالقانون"، موضحا أن "القيم الديني يجب أن لا يكون طرفا في أي خلاف، ومن المفترض أن لا يكون هناك خلاف بين الإمام والمأمومين الذين ينتمون في الغالب إلى مشارب مختلفة". وأضاف وزير الأوقاف، أنه "لا يخاف على الدين من السياسة لأنه مستمر، لكن نخاف على السياسة من الدين، لأننا لا نريد أن تفسد"، منبها إلى ضرورة "التزام كل بموضعه مع ما هوموكول إليه من مهام وما يقتضيه منه، لكي لا تتسرب الاتجاهات السياسية إلى القيمين الدينيين". ودعا التوفيق، القيمين الدينيين إلى "تجنيب المسجد والمنبر المعارك الشخصية والسياسية والإعلامية، وكل ما من شأنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية، أو الإخلال بشروط الطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء، الواجب توافرها في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي"، معتبرا أن الشأن الديني "مجال لا تنافس فيه ولا خلاف لأنه من الثوابت الوطنية". وأشار إلى أن "أمر المساجد من جملة المصالح العظمى التي تحتاج إلى تدبير، والأئمة مؤتمنون على تسيير المساجد وعلى ما يجري فيها، ومراعاة حرمة الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي، وقيام القيم الديني شخصيا بالمهمة الموكولة إليه، وارتداء اللباس المغربي عند أدائها، واحترام المواقيت والضوابط الشرعية عند أدائها، وعدم القيام بأي عمل يتنافى مع ".