في موقف مغاير عن ما أعلنته منذ بدء الأزمة السورية قبل ما يقرب من 15 شهراً، أعلنت روسيا أمس أنها لا تدعم الحكومة السورية، بل تدعم خطة عنان لوقف العنف، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف "لا يهمنا من يحكم في سوريا، بل يهمنا إنهاء العنف”، وحملت روسيا الجيش النظامي والمعارضة معاً مسؤولية مجزرة الحولة، ومعتبرة أنهما ضالعان فيها، وكان لافروف ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اتفقا في موسكو على ضرورة تطبيق خطة عنان، في وقت أكد المبعوث العربي والأممي الخاص إلى سوريا كوفي عنان في دمشق، أمس أن خطته لم تنفذ بنقاطها الست” مطالباً جميع الأطراف الالتزام بها، وشهدت مدن سورية عديدة إضراباً عاماً شمل لأول مرة أشهر أسواق العاصمة دمشق وبينها سوق الحميدية الشهير حسب موقع "العربية نت”، وبالتزامن تواصل العنف في مناطق عدة من البلاد، وسقط عدد من القتلى . ومطالبة المجلس الوطني المعارض المجتمع الدولي بتزويد المعارضين "بأدوات الدفاع عن النفس” . في وقت اتفق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على زيادة الضغط على النظام السوري، وأعلنا عقد المؤتمر المقبل لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في باريس . ودعا رئيس الأركان الأمريكي إلى ضغوط سياسية على النظام السوري، ولم يستبعد دراسة خيارات عسكرية إذا طلب ذلك، فيما ناشد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن التحرك السريع لوقف جميع أعمال العنف في سوريا، وكان مجلس الأمن أدان بأشد العبارات مجزرة الحولة في وقت متأخر من ليل الأحد الاثنين . وقال عنان عقب وصوله إلى دمشق "سأطرح خلال لقائي الرئيس بشار الأسد (اليوم الثلاثاء)، وباقي الأطراف موضوع بدء الحوار وسأحث السلطات السورية على تأكيد مصداقيتها” . وعبر عن صدمته من هول الجريمة المروعة في الحولة، قائلا "زيارتي تأتي في مرحلة حساسة وأنا مصدوم من هول الجريمة في الحولة”، مؤكدا أن "مجلس الأمن طلب من البعثة الأممية إكمال عملها وتحقيقاتها بالمجزرة” . والتقى المبعوث في وقت لاحق وزير الخارجية السوري وليد المعلم . وقتل 34 شخصا في أعمال عنف معظمهم من القوات النظامية التي اشتبكت مع مجموعات معارضة مسلحة في أكثر من منطقة، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . فيما عالج الهلال الأحمر السوري عشرات المصابين في بلدة الحولة، وتوجهت فرق إلى حماة . ودعا المجلس الوطني السوري المعارض "كل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري” لتزويده "حالاً بوسائل مجدية للدفاع عن النفس”، بعد فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين . وانتقد موقف مجلس الأمن بعد مجزرة الحولة . دولياً، اتفقت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره البريطاني وليام هيغ اللذين اجتمعا في موسكو، على ضرورة تنفيذ خطة عنان، كوسيلة وحيدة، فيما حذر هيغ من أن البديل سيكون الانزلاق إلى حرب أهلية، ودان الجانبان النظام ومعارضين متورطين في العنف المتصاعد، وخصوصاً مجزرة الحولة . وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اتفقا على العمل لزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى عقد مؤتمر "مجموعة أصدقاء الشعب السوري” في باريس . وعبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي عن أسفه العميق للمذبحة التي ارتكبت في سوريا، وحث المجتمع الدولي على استخدام الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية . وقال "أعتقد أن الضغط الدبلوماسي يجب أن يسبق دوما أي مناقشات عن الخيارات العسكرية . وبالمناسبة عملي هو الخيارات لا السياسة . سنكون مستعدين لتوفير الخيارات إذا طلب منا ذلك” . وطالبت الصين بإجراء "تحقيق فوري” حول مجزرة الحولة، ونددت إيران بالمجزرة، مستبعدة تورط النظام . ودانت الحكومة اليابانية المجزرة، محمّلة الحكومة السورية جزءاً من المسؤولية عن هذه "المأساة” . وكان مجلس الأمن الدولي دان في وقت متأخر من ليل الأحد/الاثنين، "بأشد العبارات الممكنة” مجزرة الحولة، وأشارت الدول ال15 الأعضاء في المجلس ومن بينها روسيا، إلى أن الهجمات "تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية ضد حي سكني”، في إعلان تم تبنيه بالإجماع . واعتبر أن "هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية” . وطلب منها "الكف فورا عن استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة فوراً” وجدد "التأكيد على أن كل أشكال العنف الممارسة من الأطراف كافة يجب أن تتوقف، وأن المسؤولين عن أعمال العنف يجب أن يعاقبوا” . وكررت الدول الأعضاء دعمها لجهود عنان وطالبته بنقل مطالب المجلس "بأوضح العبارات” إلى الحكومة السورية” . وشهدت مدن سورية عديدة اضراباً عاماً شمل لأول مرة أهم أسواق العاصمة دمشق، وذلك حداداً على مقتل العشرات من الأطفال في مجزرة الحولة التي اتهم النظام بارتكابها الجمعة الماضي . فيما رد الأمن بإجبار الناس على فتح محالهم وكسر أبوابها . وأفاد شهود عيان حسب العربية نت، بأن نسبة الاضراب تراوحت بين 50 و90% في أسواق الحميدية والحريقة والبزورية وباب سريجة وسوق مدحت باشا والحلبوني والخياطين وسوق حوش بلاس وباب الجابية، التي تعتبر من أهم أسواق دمشق وأكثرها ازدحاماً، فيما وصل إلى أحياء العاصمة كالميدان والقدم وكفر سوسة والتضامن والحجر الأسود ونهر عيشة وقبر عائكة والعسالي وحي الزهور والزاهرة الجديدة .