أكد الوزير الأول التركي، رجب طيب إردوكان، في حوار مع جريد "إلباييس" الإسبانية، نشرته اليوم الاثنين، أن بلاده "مندمجة" في الاتحاد الأوروبي دون أن تكون عضواً رسمياً في الاتحاد، و ذلك بحكم تواجد أكثر من خمسة ملايين مواطن تركي يعيشون في مختلف الدول الأوروبية، خاصة ألمانيا و فرنسا. و قال إردوكان في هذا الحوار إن "هناك خمسة ملايين مواطن تركي في أوروبا، فنحن مندمجون عمليا بشكل غير رسمي. وما تفعله ألمانيا و فرنسا بنا معيب. إنهما تغيران قواعد اللعبة في منتصف المبارات، إنهما تفرضان شروطا غير موجودة في القوانين الأوروبية لمنعنا من الإنضمام". وندد إردوكان بالتعامل الأوروبي مع تركيا، حيث قدمت طلب انضمامها سنة 1959 وقد مرت 51 سنة و لازالت تنتظر، و هو ما يؤثر سلبا على الرأي العام التركي. و عن موقف فرنسا و ألمانيا المتشدد حيال تركيا. و من جهة أخرى أنحى باللائمة على إسرائيل لإفشالها الوساطة التركية بحربها على غزة، و أكد استعداد سوريا لإستئناف محادثات السلام مع تل أبيب، وضرورة حل المشاكل مع إيران بالجلوس إلى مائدة المفاوضات. هذا ويستقبل اليوم رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس ثاباطيروا في لقاء قمة نظيره التركي، و يتوخى الطرفان من هذا اللقاء توطيد العلاقات بين البلدين و تعميقها، و التشاور بخوصص مطلب تركيا الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي. و تعتبر قمة مدريد استمرارا للقاء الذي جمع الطرفان في إسطمبول أبريل الماضي، و كان الطرفان قد اتفقا على عقد لقاءات ثنائية سنوية، حيث تحولت تركيا من المنظور الإسباني إلى "شريك استراتيجي" . و يتزامن هذا اللقاء مع رئاسة إسبانيا للإتحاد الأوروبي، و حسب مصادر فإن أغلب المحادثات ستدور حول المسائل المرتبطة بطلب تركيا الإنضمام إلى الإتحاد. حيث يشار إلى سعي إسبانيا أثناء رئاستها للإتحاد لإتاحة فرصة لتركيا للتقدم في مسلسل الإنضمام و دعمها في ذلك. رغم تأكيد الحكومة الإسبانية أن المشاورات ستدور أساسا حول العلاقات الثنائية. وستقدم إسبانيا دعمها لطلب تركيا مقابل فتح الأخيرة المجال للمقاولات الإسبانية للإستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة و البنيات التحتية. من جهة أخرى، سيكون ملف تحالف الحضارات حاضرا بقوة حيث يعتبر خوسي لويس ثاباطيروا ونظيره التركي طيب إردوكان شريكين أساسيين في هذا المشروع الثقافي. ويصحب الوزير الأول التركي كل من وزير الخارجية حمد داوود اوغلو الذي جمعه إفطار عمل بموراتينوس صباح أمس للأعداد للقمة، و كذا وزير الدفاع و وزير الدولة المكلف بالتفاوض مع الإتحاد الأوروبي. في مدريد، من المنتظر أن يشارك طيب أردوكان في الإفطارالذي سينظمه منتدى "الإقتصاد الجديد"، حيث سيقوم إردوكان بعرض الرؤية التركية لمختلف المسائل و القضايا الدولية و المحلية. بعدها سيقصد إشبيلية حيث سيمنح جائزة "بين الثقافات" من قبل مؤسسة إيسبالينسي نودو، ثم يقوم بزيارة لمشروع مصانع الأيربوس الذي تساهم فيه تركيا.