تعيش الدارالبيضاء على وتيرة غير مسبوقة، فبعدما نامت واستفاقت ليلة أمس على وقع أمطار غزيرة، غسلت شوارعها وأزقتها في "ربيع شتوي" بامتياز، سكانها مرتاحون للحضور الأمني الكبير والحرب الضروس ضد والمجرمين. فيما تتأهب المدينة لتحدي نهاية أسبوع ساخن ينزل فيه العمال للاحتجاج فيما يخيم ديربي المدينة على الأجواء، ويستمر الملك في خلق الحدث في المدينة المتروبولية. بركة الملك تغير ملامح "كازا" في صباح يوم بارد لا يخفي سكان العاصمة المليونية انتشاءهم لتواجد الملك بين ظهرانيهم، فحضوره يعني أن الشوارع الرئيسية تغسل كل ليلة ب"الكارشير"، كما أن الحضور المكثف لعناصر الشرطة يقوي الشعور بالإحساس بالأمان، يقول "عبدالغني وهو سائق سيارة أجرة كبيرة، "مللي تيدخل سيدنا لكازا، كولشي تيولي منظم، ومتيبقاش الزبل في الطريق، والطرورطوار تيتجير والحدائق تتقاد". ويتابع عبدالغني الأربعيني متحدثا، وهو يقود سيارته التي تحوي ستة ركاب، فيما تطوي عجلات سيارته العتيقة الألمانية الصنع شارع محمد السادس، فوق إسفلت مبلل، ويقول "منذ الغضبة الاولى لسيدنا على المسؤولين على هاد لمدينة، بدات تتحرك الأمور، واحنا أهم حاجة هي أن الزحام ديال كراج علال مبقاش مللي حيدو الفراشة". "أهم ما نلحظه في كازا عند حضور الملك هو تعامل الشرطة الحضاري" أما إلياس وهو طالب في الهندسة المدنية فيقول "أهم ما نلحظه في كازا عند حضور الملك هو تعامل الشرطة الحضاري، يسود النظام، بالأمس حضرت لحادث قلما يمكن أن تشاهده في المدينة، عاينت عناصر شرطة تحرر مخالفة لسيارة (إم روج) بالقرب من محطة القطار، لقد استشاط السائق غضبا ولم ينفعه تقديم نفسه بالصياح على أنه موظف وزارة مهمة، من أن يعفيه من تحرير المخالفة". لم يكد يصل الطاكسي الكبير إلى مشارف حي درب عمر التجاري، حتى تمكن موضوع زيارة الملك لكازا من أن يخلق نقاشا أدلى جميع الركاب بدلوهم فيه، مما أدفأ الأجواء في صباح ماطر وبارد. وأبت سيدة عجوز إلا أن تتدخل، بتقدم نفسها على أنها عاصرت ثلاثة ملوك، وقالت "أنا اللي برد ليا غدايدي هو مكاينش شي مقرقب مشدوهش هاد ليام، أنا بغيت غير سيدنا يولي يطل علينا في هاد الدارالهيشة واخ غير مرة في الشهر، باش البوليس يتحركوا مزيان". النقابات والديربي يحبسان أنفاس البيضاء ألف البيضاويون أن يمثل حضور الملك عاملا أساسيا لتتغير مدينتهم بين عشية وضحاها، لكن هذه المرة تبدو الأمور مختلفة، لأنها مقبلة على أسبوع ساخن بامتياز، فهناك مسيرة عمالية لثلاث نقابات كبيرة، تنوي النزول إلى الشارع يوم الأحد للوي ذراع الحكومة، والاحتجاج على الزيادات في الأسعار، التي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين. العاصمة الاقتصادية ستكون ساحة وغا رياضي بين قطبي الكرة في المدينة، وغالبا ما يضع البيضاويون أيديهم على قلوبهم عند كل مباراة ديربي، خاصة وأن الفريقان معا يطمحان للارتقاء في سبورة ترتيب البطولة، فالحمر مجبرون على الفوز لمصالحة الجماهير، خاصة وأن لاعبي الوداد لم ينسوا "الهجوم المسلح" الطي تعرضوا له من فئات غاضبة، وذلك احتجاجا على تدهور أداء الفريق. أما الخضر الذين أضاعوا مشوارهم في عصبة الأبطال الإفريقية، سيحاولون كسب ثلاث نقاط، تمنحهم بريق أمل للحفاظ على لقبهم. الديربي يجرى يوم السبت وسيشكل تزامن تنظيم المسيرة العمالية التي ستجوب قلب المدينة، مع مباراة الديربي، عبئا أمنيا كبيرا على عناصر الشرطة، وتحدث بعض المصادر الأمنية على تخصيص ما يقارب 24 ألف عنصر أمن لتأمين تنظيم جيد للمباراة.