أكد محمد علاء أبو العزايم أحد مؤسسي "حزب التحرير المصري" وشيخ الطريقة العزمية الصوفية أن السلفيين سيعيدون مصر لعصر الجاهلية إذا ما وصلوا لسدة الحكم. وأوضح أبو العزايم في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف: "إذا ما وصل السلفيون للحكم فسيؤخرون البلاد لما لا يقل عن خمسة آلاف عام وسيعيدونها لعصر الجاهلية، فهم يرفضون الآخر بل هناك البعض منهم يكفر الآخر كبعض التيارات السلفية التي تكفرنا نحن كصوفية ويكفرون الأقباط أيضا". وشدد أبو العزايم على أن "الصوفية يمكنها أن تهزم الإرهاب وتضع حدا للتطرف داخل المجتمعات وتوفر للأخيرة الأمن والسلام وذلك لأن الصوفية تقوم بالأساس على الارتقاء بالسلوك الأخلاقي للبشر وما يتبع ذلك بالضرورة من تقبل للآخر والتعاطي معه وبالتالي تقليل فرص التعصب". ويذكر أن التصوف هو أحد التيارات الإسلامية السنية وتعتبر الصوفية إحدى الحركات الدعوية التي تحظى بانتشار جغرافي واسع في مصر. ولفت أبو العزايم إلى أن الحركات الصوفية ليست حركات محدثة لا على المجتمع المصري ولا على المجال السياسي به وإن لم تظهر بوضوح قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وقال :"النظام السابق خلافا لما يشاع كان يضيق علينا في إقامة احتفالاتنا وتجمعاتنا ، ولم ندعمه يوما ما". ويذكر أن الصوفيين يختلفون عن معظم تيارات الإسلام السياسي كالإخوان والسلفيين في عدم وجود عداء مزمن بينهم وبين نظام مبارك. ويعد تأسيس حزب يشاركون فيه هو أول تحرك سياسي واضح لهم ويمثل خروجا على مسلك الصوفيين المصريين الذين فضلوا عدم الدخول في أي مواجهة سياسية حادة مع الأنظمة. وتابع: "كنا من أوائل من أيدوا الثورة على النظام السابق وبعد سقوطه شرعنا في تأسيس حزب التحرير الذي يعد خطوة هامة أعاقتنا عنها هيمنة النظام الحاكم على الحياة السياسية ومنع الترخيص لتأسيس أحزاب جديدة جدية غير تابعة له". وقدر أبو العزايم عدد الصوفيين بمصر بعشرة مليون شخص، وقال: "العشرة مليون شخص هم المسجلون رسميا في الطرق الصوفية التي ينتسبون إليها ومن يواظبون على حضور اجتماعات وموالد واحتفالات طرقهم، لكن المحبين للتصوف وللطرق الصوفية والتي يبلغ عدد المسجل رسميا منها فقط بمصر 67 طريقة كثيرون". وفي رده علي تساؤل حول قدرة حزب التحرير على حشد تلك الكتلة التصويتية الهائلة للصوفيين خلفه في العمل السياسي وأي انتخابات مستقبلية، أجاب: "أولا التحرير ليس حزبا دينيا بل سياسيا يضم إسلاميين من الصوفيين وغيرهم كما يضم أقباطا وشرائح مختلفة من المجتمع". واعترف بأن الخلافات داخل البيت الصوفي تفتت الكتلة التصويتية الهائلة للصوفيين، وقال: "للأسف، الصوفيون منقسمون بسبب سياسات المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذي يحارب حزب التحرير ويدعو لعدم الانضمام له ويفرق بين الطرق الصوفية".