دخل الإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني للمنتخب الإنكليزي في الصراع الدائر والجدل المثار في إسبانيا حول مدى مساهمة برشلونة وأسلوبه الكروي في إنتصارات الماتادور في كأس الأمم الأوروبيّة وكأس العالم. وإنحاز مدرب ريال مدريد الأسبق إلى غريمه برشلونة معتبراً أن الفضل يعود إليه في زرع عقليّة الإنتصارات في المنتخب الإسباني. وقال كابيلو في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة الوديّة بين إنكلترا وإسبانيا على ملعب ويمبلي الشهير:"برشلونة يتمتع بأسلوب لعب متفرد يبحث من خلاله دائما عن الانتصارات، وقد انعكس هذا الأسلوب في نجاح منتخب إسبانيا في التتويج بطولتي يورو 2008 ومونديال 2010 بعدما اكتسب شخصية الفريق المنتصر". وتعيش الكرة الإسبانيّة أزهى فتراتها على الإطلاق بعدما نجحت إسبانيا في الظفر بكأس الأمم الأوروبيّة في نسختها الأخيرة على حساب ألمانيا بهدف توريس في النهائي. وللمرة الأولى في تاريخها، تمكنت إسبانيا بقيادة مدربها فيثنتي ديل بوسكي من الفوز بكأس العالم التي أقيمت في جنوب أفريقيا صيف 2010 بفضل متوسط ميدان برشلونة أندريس إنيستا بعد تسجيله هدفاً قاتلاً في نهائي المونديال قبل دقائق معدودة على نهاية الشوط الإضافي الثاني واللجوء لركلات الترجيح لتتربع على صدارة ترتيب المنتخبات في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حتى يومنا هذا. كما حصد المنتخب الإسباني تحت 19 و21عاماً لقب كأس الأمم الأوروبية على حساب التشيك وسويسرا على التوالي. وتأهل المنتخب الإسباني تحت 21 عاماً إلى دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في العاصمة الإنكليزية لندن في العام المقبل ليكون أبرز المنافسين لنظيره الأرجنتيني حامل الميدالية الذهبية لدورة بكين 2008. وسيكون أبناء فيثنتي ديل بوسكي مرشحين بالقوة للدفاع عن لقب اليورو الصيف المقبل رغم التحديات التي يواجه بها من قبل المانشافات الألماني والطواحين الهولنديّة وبرازيل أوروبا المنتخب البرتغالي دون نسيان فرنسا وإيطاليا. ولا يعتبر فوز إسبانيا بالبطولات القاريّة والعالميّة طفرة بل هو حلقة من حلقات النجاح التي تمر بها الكرة الإسبانيّة في الفترة الحاليّة. ففي أواخر مايو الماضي، ظفر برشلونة بدوري أبطال أوروبا بعد فوزه على مانشستر يونايتد الإنكليزي ليهزم بورتو البرتغالي في كأس السوبر الأوروبيّة. وتوج برشلونة بأمجد الكؤوس الأوروبيّة للمرة الرابعة في تاريخه، ثلاث منها في السنوات الست الأخيرة. وفي 2009، عاد برشلونة ليتوج باللقب الأوروبي الكبير على حساب الشياطين الحمر أيضاً بهدفين نظيفين في العاصمة الإيطالية روما، ثم الحصول على كأس العالم للأندية على حساب أستوديانتس الأرجنتيني في العاصمة الإماراتية أبوظبي. ويرجع محللون رياضيون هيمنة الكرة الإسبانية على البطولات القاريّة والعالميّة إلى انتهاجها أسلوب الكرة الشاملة –أسلوب برشلونة-التي تعتمد على تدوير الكرة بين اللاعبين بشكل سريع وبلمسة واحدة لفتح الثغرات في دفاعات الخصوم وزعزعتها ومن ثم الإنقضاض عليها. ومن المنتظر أن ينافس برشلونة بقوة على مونديال الأندية في اليابان منتصف الشهر المقبل بصفته بطلاً لدوري أبطال أوروبا.