صدقت النبوءة الثامنة للأخطبوط العراف "بول" بتتويج المنتخب الإسباني لكرة القدم بكأس العالم 2010، إثر فوزه على نظيره الهولندي بهدف دون مقابل، أول أمس الأحد، على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ، ليثبت الأخطبوط أنه نجم المونديال الإفريقي بلا منازع. وظفر المنتخب الإسباني بكأسي العالم وأوروبا في أقل من عامين، جعله سيد العالم في اللعبة الشعبية الأولى. ونال عناصر المدرب ديل بوسكي لقب أفضل منتخب على مستوى اللعب النظيف، إذ لم يحصل لاعبو إسبانيا سوى على ثماني بطاقات صفراء فقط، علما أن منتخب كوريا الشمالية لم ينل لاعبوه سوى بطاقتين فقط، لكنه لعب ثلاث مباريات في البطولة. وبتتويج الماتادور الإسباني، الذي استحق منحة مالية قدرها 33 مليار سنتيم، تظل الكأس الغالية في القارة الأوروبية، بعد أن توجت بها إيطاليا قبل أربعة أعوام، كما نجح الأوروبيون للمرة الأولى في رفع الكأس خارج القارة العجوز، علما أنه النهائي الثامن، الذي يجمع بين منتخبين أوروبيين. وإذا كانت مدن الجارة إسبانيا عاشت ليلة بيضاء احتفالا باللقب الغالي، فإن المغاربة، خاصة عشاق ناديي برشلونة وريال مدريد، لم يترددوا في النزول إلى الشوارع لترديد شعارات النصر، وإطلاق العنان لأبواق سياراتهم مرتدين أقمصة المنتخب الإسباني، ورافعين الأعلام المغربية والإسبانية، قبل أن يتبادلوا التهاني في ما بينهم. ومن بين المدن المغربية، التي عمت بها الفرحة الإسبانية، مدينة طنجة، بحكم قربها من جبل طارق، والتي تعرف، خلال الفترة الحالية، توافدا مهما للجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة بالديار الإسبانية، إذ ما إن أعلن الحكم الإنجليزي، هاورد ويب، عن نهاية المباراة بفوز إسبانيا عبر هدف إنييستا، لاعب برشلونة،عمت الفرحة في كل أرجاء طنجة، وجاب المحتفلون بسياراتهم شوارع المدينة، وسط أصوات الأبواق العالية. في المقابل، كان بعض المغاربة، خاصة أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا وبلجيكا، غير راضين بفوز إسبانيا، وكانوا يمنون النفس بتتويج المنتخب البرتقالي، لأنه يضم في صفوفه لاعبين مغربيي الأصل، ويتحدران من مدينة الحسمية، ويتعلق الأمر بإبراهيم أفلاي، وخالد بولحروز.