قالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين اليوم الثلاثاء إن أكثر من 15 ألف شخص يقيمون بمنطقتي شمال شرقي وجنوب شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى، أغلبهم مسلمون، يعانون من حصار وتهديدات ميليشيات مسلحة، ويواجهون مخاطر التعرض لهجمات. وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بجنيف، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين، أدريان إدواردز، إنه على الرغم من أن العنف يؤثر على المسيحيين والمسلمين بأفريقيا الوسطى، فإن أغلب العالقين في النزاع والمعرضين لتهديدات من جانب مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية ينتمون للطائفة الإسلامية. وأشار إلى أن الوضع مقلق بشكل خاص في حي "بي كيه 12" في العاصمة بانجي وفي مدن بودا بوار وبوسانجوا. وتتوالى أعمال العنف في كافة أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى، بوتيرة أعلى في بانجي، حيث قتل يوم السبت الماضي ثلاثة مسلمين قرب المطار. وخلال الأسبوع الماضي تعرضت شاحنة، كانت تنقل أشخاصا فارين من حي "بي كيه 2" المحاصر ببانجي، لهجوم من جانب مليشيا "أنتي بلاكا"، التي قامت بقتل 21 رجلا كانوا على متن المركبة. وفر 119 طفلا و19 امرأة كانوا على متن الشاحنة إلى قرية قريبة. وأكد المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة للاجئين أن حكومة أفريقيا الوسطىالجديدة تحتاج لمساعدة عاجلة كي تتمكن من تعزيز تطبيق القانون ونشر قوات الشرطة وإعادة إرساء النظام القضائي، لوضع حد لإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب. وشدد على ضرورة نزع سلاح الميليشيات المسلحة وتفكيكها وإعادة دمج أفرادها في المجتمع. وتشهد أفريقيا الوسطى حالة من الفوضى منذ أن سيطر متمردو حركة (سيليكا) على السلطة في 24 مارس/آذار 2013 عقب الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي الذي لجأ إلى الكاميرون. وتحول الوضع إلى صراع طائفي، بعد تولي (سيليكا) الذي يضم مسلحين مسلمين، على السلطة، في دولة تسكنها أغلبية مسيحية. ومنذ ديسمبر/كانون اول من 2013 تسبب العنف في نزوح نحو مليون شخص بالبلد الأفريقي، 700 ألف منهم شردوا داخل البلاد والباقون لجأوا إلى الدول المجاورة.