انتقدت منظمة العفو الدولية اليوم عدم فعالية القوات الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى في منع حدوث "تطهير عرقي" بحق المدنيين المسلمين غربي البلاد، في حين تلزم أغلب الدول العربية والإسلامية الصمت تجاه المجازر التي تطال المسلمين في هذا البلد أمام أعيق القوات الفرنسية التي انتشرت في المنطقة. ودعت المنظمة غير الحكومية إلى حماية المسلمين من ميليشيا (أنتي-بالاكا) المكونة من مدنيين مسيحيين، اتهمتهم المنظمة بارتكاب "هجمات عنيفة في محاولة للتطهير العرقي". وطالبت العفو الدولية في بيان لها "قوات حفظ السلام الدولية بإنهاء سيطرة ميليشيا (أنتي بالاكا) وتوفير قوات كافية في المناطق التي يتعرض فيها المسلمون للتهديدات". وحذرت مستشارة التعامل مع الأزمات في العفو الدولية جوان مارينر، من أن نتيجة هذه الهجمات هي "فرار المسلمين بمعدل تاريخي". كما أدانت المنظمة طريقة تعامل المجتمع الدولي، بعد أن أصبحت قوات حفظ السلام تفضل عدم مواجهة ميليشيا (أنتي-بالاكا) والتحرك البطيئ حينما يتعلق الأمر بحماية أرواح الأقلية المسلمة. وتشهد أفريقيا الوسطى حالة من الفوضى منذ أن سيطر متمردو حركة (سيليكا) بقيادة الرئيس الانتقالي السابق ميشال دجوتوديا، على السلطة في 24 مارس/آذار الماضي عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي الذي لجأ إلى الكاميرون. واتخذ الصراع طابعا دينيا مع ارتفاع شدة المواجهات بين المتمردين السابقين في تنظيم "سيليكا" الإسلامي والميليشيات المدنية المسيحية. ويتألف تحالف (سيليكا) من أربع جماعات متمردة، رفعت السلاح في شمالي البلاد في ديسمبر 2012 نظرا لأن بوزيزي لم يمتثل لاتفاقات سلام وقعت في عام 2007.