قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن كل الأحزاب السياسية المغربية لم يعد لها أي اختيار من أجل النهوض بالمغرب وازدهاره، مشيرا إلى أنه يجب أن ينتهي عهد "التخلويض"، بتعبير المتحدث، مشددا على أن المراحل التي يمر منها المغرب تتطلب الكثير من الجدية من أجل ربح الرهانات. واعتبر بنكيران الذي كان يتحدث في محاضرة نظمتها جمعية خريجي طلبة المدرسة الوطنية للإدارة مساء الخميس 20 فبراير الجاري بالرباط، أنه إذا مضينا في تطبيق الحكامة فإن مشكل الأقاليم الجنوبية ستنتهي وسينتهي معها مشكلنا مع الجزائر، وقال: إن هذا أملي وحلمي في أن يتحقق. وأشار إلى أن الأرضية القانونية الصلبة والتنظيمية مدخل مهم للحكامة داخل الأحزاب. وأضاف: "لا يجب أن تكون الأحزاب السياسية أحزابا وفقط، بل يجب أن تكون لهذه الأحزاب القدرة على حل المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المغرب والمجتمع المغربي في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنه لم يكن يتصور حجم وعمق وكثافة المشاكل المتراكمة في مختلف المجالات لما اطلع عليها من موقع رئيس الحكومة. وشدد على أن الحزب السياسي لا يمكن أن يقوم بواجب الإصلاح إذا كان هو نفسه غير ملتزم. وأشار إلى أن ضمانات استمرار وجود أحزاب سياسية ديمقراطية تضل ضعيفة إلى حد ما، على اعتبار أنه أحيانا تأتي جماعة من داخل حزب ما وتتحكم فيه وتحوله من حزب ديمقراطي إلى حزب يتحكم فيه منطق الغلبة. وأشار إلى أن المنطق الديمقراطي الذي ترسخ داخل حزب العدالة والتنمية تضرب جذوره في مسار الحركة الإسلامية التي انبثق عنها حزب العدالة والتنمية. وقال إن هذا المنطق الديمقراطي انتبهت إليه قيادة الحركة الإسلامية آنذاك، واعتبرت حينها أنه لا يمكن تسيير شؤونها إلا بالديمقراطية. وأضاف أنه بحلول سنة 2004، زمن عقد المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية، كان المنطق الديمقراطي قد تأسس داخل الحزب، حينها تم اختيار سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب وعبد الكريم الخطيب أصبحت له صفة الرئيس المؤسس.