قال مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن هناك مؤشرات كثيرة على استهداف حزبه من قبل جهات رفض الكشف عنها، تروم التشكيك في قدرة الحزب على المواصلة، مشيرا في أول خروج إعلامي له بعد انتخابه إلى أن معالم الاستهداف بدأت من خلال التشويش على عمل بعض المجالس، التي يتولى فيها الحزب مهمة التسيير، وفي مقدمتها مجلس طنجة. واستبعد بكوري أن ينسج حزبه أي تحالف في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن «تحالفاتنا ستكون بمثابة توافقات في نقاط محددة». - كان لافتا خلال انتخاب المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة السبت الفائت أن تركيبة المكتب عرفت سيطرة العناصر الريفية. هل يمكن الحديث عن عملية تطهير شملت باقي الجهات، وخاصة فئة الأعيان؟ هذا طرح خاطئ جدا، وهو يتنافى مع مبادئ الحزب وأهدافه. إذ من بين أهم المبادئ، التي تؤطر عمل الحزب، توحيد المغاربة على قيم المواطنة، ونحن ننظر إلى المواطنين المغاربة على قدم المساواة، ولا نمارس أي تمييز ضد أي عضو أو جهة. إن حزبنا يضم تمثيلية كل جهات المغرب دون استثناء، بل يضمن تمثيلية للمغاربة الموجودين بالخارج. وبالتالي فحزبنا لم يقصِ أحدا، ولم يمنح الأفضلية لشاب على شابة أو عضو على عضو آخر. نحن نريد أن نوحد المغاربة على بناء صرح متكامل يعبر فيه الكل عن تطلعاته. - لكن هناك حديثا عن تخطيط مسبق من قبل قياديين ريفيين لتمهيد الطريق لسيطرة عناصر ريفية على عضوية المكتب السياسي، بل هناك اتهامات لكم بتحويل «البام» إلى حزب جهوي. أعتقد أن المجلس الوطني هو الهيئة الوحيدة التي بإمكانها أن تحسم في هوية أعضاء المكتب السياسي. ومادامت دورة المجلس الوطني الأخير عرفت انتخابات ديمقراطية وشفافة، فلا يمكن الحديث عما أسميتموه تخطيطا مسبقا لفسح المجال أمام عناصر دون أخرى. الديمقراطية الداخلية بالنسبة للحزب هي المحدد الأول والأخير وما عدا ذلك لا نؤمن به. ومن المعلوم كذلك أن أعضاء المجلس الوطني ينتمون إلى كل جهات المغرب. تشكيلة المكتب السياسي يجب أن تتوفر على نوع من تكامل الخبرات، وهذا ما يحتاج إليه الحزب، ومن ثم فهاجس الجهوية لم يكن حاضرا. - بيد أنه لوحظ أثناء المؤتمر أن بعض الجهات احتجت على ما أسمته فبركة لائحة الناجحين، بل هناك من تحدث عن وجود لائحة معدة سلفا بأسماء أعضاء المكتب السياسي. كيف ترد على ذلك؟ أنا أقدر الطموح السياسي، الذي يحذو أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، وهو طموح مشروع، ومن حق كل المرشحين لعضوية المكتب السياسي أن يقوموا بعملية التعبئة، وهذا ما حصل ويحصل في جميع الانتخابات. الآن، تركنا هامشا لتكميل تشكيلة المكتب السياسي، وسنراعي في عملية انتقاء الأعضاء المتبقين التوفر على تجربة ملموسة. الحزب كما تعرفون ليس وليد اليوم، ونحن نبتغي أن نوظف هذا الرصيد الإيجابي الذي راكمناه في المستقبل. - منحك المجلس الوطني صلاحية اختيار ستة أعضاء آخرين لاستكمال تشكيلة المكتب السياسي. نود أن نعرف ماهي المعايير التي ستبني عليها اختياراتك؟ لقد انكببت منذ الدورة الأخيرة للمجلس الوطني على تحليل النتائج التي أسفرت عنها انتخابات المكتب السياسي، وأنا مقتنع بأن الحزب يحتاج إلى عناصر تمتلك ما يكفي من الخبرة لإنجاح مسار الحزب. وسنكون، لا شك، بحاجة إلى كفاءات من المكتب الوطني السابق. - هناك من يتهمك بأنك بدأت مهمتك بالقيام بنوع من «الاجتثاث» ضد من يعرفون بالأعيان، علما بأنهم ساهموا فيما مضى في تحقيق الوهج الانتخابي لحزب «البام». كيف ترد على هذا الاتهام؟ قلت فيما سبق، منذ بداية المدة التي توليت فيها منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إنني لم أستحضر قط هذا التصنيف الذي تتحدثون عنه، وأؤكد من جديد أنه ليس في الحزب يمين ولا يسار. ولذلك، فمنطق التطهير أو إلغاء طرف دون آخر ليس حاضرا بالمرة، وسأواصل الطريق في الحزب بالاعتماد على كل فعاليات وخبرات الحزب دون الأخذ بعين الاعتبار مبدأ التصنيف الذي أرفضه. - لكن لا يمكنك أن تخفي أن ثمة هيمنة واضحة لعناصر محسوبة على اليسار على المكتب السياسي، بل هناك من قرأ في رسوب الطاهر شاكر إشارة قوية للقطع مع عهد الأعيان.هل نحن إزاء ولادة ثانية للحزب؟ بالنسبة للطاهر شاكر، فقد اجتمعت به بعد دورة المجلس الوطني الأخيرة وناقشنا مستقبل الحزب، وهنا أتحين الفرصة للتأكيد على نقطة جوهرية في توجهات الحزب القادمة، وهي أنه على أعضاء الحزب ألا يعتبروا المكتب السياسي بداية ونهاية العمل داخل الحزب لأن هناك هيئات أخرى يمكن العمل من داخلها بكل فعالية. - تحدث إلياس العماري في دورة المجلس الوطني الأخيرة عن وجود جهات تستهدف «البام» من الداخل والخارج، وتوقع أن تكون الهجمة على الحزب أشرس وأعنف من سابقاتها. نريد أن نعرف ما هي هذه الجهات التي تستهدفكم. نحن في ميدان يتسم بالمنافسة، والمنافسة في العملية السياسية غالبا ما تكون شرسة، خاصة إذا كان لديك تميز داخل الخريطة السياسية. زد على ذلك أن المنافسة لا تكون دائما شريفة، فهناك من يلجأ إلى توظيف وسائل، أقل ما يمكن القول عنها إنها تستخف بعقول المواطنين. وستتعبأ هذه الوسائل في المرحلة المقبلة، وهي تروم التشكيك في قدرة الحزب على المواصلة، لكن الحزب قوي بفعالياته، والذين ينتمون إليه يدركون أهمية المشروع الذي ندافع عنه. - هل هناك مؤشرات تدل على هذا الاستهداف في الوقت الراهن؟ المؤشرات كثيرة، وسأعلن عنها في حينها، لكن بدأت تظهر معالم هذا الاستهداف من خلال التشويش على عمل بعض المجالس، التي يتولى فيها الحزب مهمة التسيير، وفي مقدمتها مجلس طنجة. - هل نفهم من كلامك أنكم ما تزالون تشعرون بالخوف من الإسلاميين حتى بعد وصولهم إلى الحكم، خاصة أن الحبيب الشوباني كان قد صرح بأنه آن لحزب الأصالة والمعاصرة أن ينتهي؟ أدعو كل من يقول ذلك إلى متابعة أخبار الحزب والدينامية التي يشهدها، واسمح لي بأن أشير في هذا الصدد إلى أن الأصالة والمعاصرة غير منشغل بمثل هذه الترهات بقدر ما هو منشغل بكيفية مساهمته الفعالة في المشهد الحزبي. - في المرحلة السابقة كان العدالة والتنمية يتهمكم بأنكم تستغلون وسائل الإدارة للتضييق عليه. هل تعرض حزبكم لتضييقات في الآونة الأخيرة عبر وسائل الدولة؟ أنا لا أريد إطلاق شعارات ولا مهاجمة أحد بشكل مجاني، نحن نتابع الأمر باهتمام شديد، وإذا تأكد لنا بأن هناك تضييق على عمل الحزب، سنقوم بالإجراءات المناسبة في الوقت المناسب وفق ما ينسجم مع مبادئ حزبنا. - هل يمكن القول إن استهداف حزبكم تتحكم فيه هواجس انتخابية محضة، لاسيما أننا على أبواب الانتخابات البلدية؟ بطبيعة الحال هناك هواجس انتخابية تتحكم في استراتيجية الهجوم على الحزب، والانتخابات ترسخت في ذهن الأشخاص والأحزاب. - نبقى في سياق الاستهداف. غاب حزب الاستقلال عن مؤتمركم الاستثنائي، وفهم الأمر بكونه دق لطبول الحرب على «البام».هل هذا صحيح؟ سنترك المجال للاستقلاليين للإفصاح عن نواياهم الحقيقية، وأتأسف لعدم حضورهم إلى المؤتمر، لكنني تلقيت التهاني من بعض القيادات الاستقلالية. - كان هناك حديث عن لقاء بينك وبين عبد الإله ابن كيران.ما صحة هذه الأخبار؟ أبدا. لم ألتق قط رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في سياق تشكيله الحكومة، ولقائي به كان مجرد إشاعة. - إذا عرض عليكم المشاركة في حكومة عبد الإله ابن كيران عبر تعديل حكومي. هل ستقبلون بذلك؟ هناك خط عام يحكم الحزب. سنشارك في أي حكومة وفي أي شيء يبتغي المصلحة العليا للبلاد. وفيما يخص حزب العدالة والتنمية فهو فاعل في المشهد السياسي وله ضوابطه كباقي الأحزاب، وليس لدينا أي موقف ضد هذا الحزب. - هل تقصد بأن «البام» بصدد فتح صفحة جديدة مع حزب العدالة والتنمية بعد الحروب الإعلامية والسياسية الشرسة التي دارت بينهما؟ لن تكون هناك خلافات بدون أسباب، والأسباب لن تأتي إلا من البرامج والتوجهات أو إذا تعرضنا لهجوم من طرف أي جهة كانت. - تذهب بعض التحليلات إلى أن إلياس العماري، القيادي في الأصالة والمعاصرة، هو المتحكم الحقيقي في الحزب، بل هناك من يقول إنه هو من أتى بك إلى الحزب، وأنه مورست ضغوط ضد حكيم بنشماس وقياديين آخرين لكي لا يقدموا ترشيحاتهم للأمانة العامة. لم يتعرض أي أحد لأى ضغوطات، وكل قيادات الأصالة والمعاصرة زارتني بغاية إقناعي بالانخراط في مسار الحزب بشكل مغاير. ولن أخفيكم أنني منحت نفسي الوقت الكافي للتفكير، وقمت بدراسة في هذا الشأن حول الإضافة التي من الممكن أن أقدمها للحزب فاهتديت إلى أنه حان الوقت لتكون مشاركتي قوية وفاعلة في حزب الأصالة والمعاصرة. وحكيم بنشماس الذي تقولون إنه مورست عليه ضغوطات هو أول من زارني للنظر في إمكانية المشاركة في مواصلة بناء الحزب. - لكن كيف تفسر أن بعض المنابر الإعلامية نشرت خبر توليك الأمانة العامة للحزب قبل شهر ونصف من موعد المؤتمر؟ حين بدأت الاتصالات معي، بدأت الإشاعات، والاتصالات أخذت وقتا طويلا. - اجتمعتم مؤخرا ببعض القادة السلفيين، هل نفهم من ذلك أنكم تريدون لعب ورقة السلفيين لإحراج الإسلاميين؟ كل ما في الأمر أننا تلقينا دعوة من الأمين العام للنهضة والفضيلة، والاجتماع مع السلفيين كان خاليا من أي إشارة سياسية، إذ التقينا في «جو مغربي»، وتحدثنا عن كل شيء إلا السياسة. - هل أنتم مع دمج السلفيين في العمل السياسي؟ أعتقد أنه يجب إدماج جميع المغاربة في المشهد السياسي المغربي وليس فقط السلفيين. ينبغي علينا أن نصالح المغاربة مع السياسة. - وبِمَ تفسر أن الاجتماع الذي جمعكم بالسلفيين حضر فيه كل خصوم حزب العدالة والتنمية. هل يمكن النظر إلى الأمر بكونه محاولة للي ذراع الإسلاميين بإخراج ورقة السلفيين؟ أنا أؤمن بشيء، هو أنه إذا صوت كل المغاربة في الانتخابات، ستتغير ملامح المشهد السياسي، والخريطة برمتها ستتغير، ونرجو من كل المغاربة التعبير عن رأيهم بكل حرية وبكل وعي. - راجت أخبار عن وجود اتصالات مع أعضاء حركة 20 فبراير. ما صحة هذه الأنباء؟ وهل تبنى «البام» استراتيجية جديدة لاستقطاب أعضاء من الحركة إلى الحزب؟ ليس هناك أي شيء رسمي، لكن هناك أعضاء من حزبنا لديهم اتصالات مباشرة مع أعضاء من حركة 20 فبراير، والحركة جاءت بمطالب تتقاطع مع أهداف حزب الأصالة والمعاصرة، وبالتالي ليس هناك أي مانع لانضمام أعضاء من الحركة إلى حزبنا. - لكن البعض يرى في محاولة استقطاب أعضاء من هذه الحركة محاولة لاحتواء أعضاء حملوا شعار «ارحل» ضد قيادات بارزة من حزبكم. كيف تنظر إلى هذه الفرضية؟ قطعا لا. نحن لا نريد احتواء أحد، بل نؤمن بأنه ينبغي على كل الإطارات التي ترفع شعار الإصلاحات والتغيير أن تقوم بذلك من داخل المؤسسات. - قلت في تصريح سابق إن المغرب مهدد بسنة مالية بيضاء. ماهي الأسباب التي أملت عليك التوصل إلى هذه الخلاصة؟ وهل تقصد بكلامك أن حزب العدالة والتنمية فشل في تدبير الشأن العام في الشهور الأولى لتوليه المسؤولية الحكومية؟ ينبغي التأكيد أن قانون المالية يروم تأطير مصاريف الدولة ومكوناتها في عام، وإذا تأخرنا يوما واحدا سنخسر أشياء كثيرة، خاصة فيما يرتبط بالاستثمار، والآن هناك مؤسسات كبرى تعاني من إكراهات كبيرة، تشغلها عن مهامها الأساسية. والمواطن المغربي هو الخاسر الأكبر في هذا التأخر. وحتى بعد المصادقة على القانون المالي، سيطرح مشكل آخر هو بطء الإجراءات الإدارية بخصوص صرف هذه الميزانيات المرصودة. - سنطرح السؤال بصيغة أخرى: كيف تقيّم تدبير حزب العدالة والتنمية للحكومة بعد ثلاثة شهور من التدبير الحكومي؟ لنتحدث بصدق. ثلاثة أشهر ليست كافية للحكم على أي تجربة، وحكومة عبد الإله ابن كيران لا يمكن لنا أن نحكم عليها الآن بأي حال من الأحوال، وما يكمن الحكم عليه هو مدى مطابقة برنامج الحزب وتصريح الأغلبية الحكومية لما هو منجز. وإلى حدود هذه اللحظة ليست هناك مؤشرات واضحة تسمح لنا بالقيام بهذا التقييم. مع ذلك، هناك تأخر في العمل الحكومي، ولست أدري ما إذا كان هذا التأخير يجد تفسيره في صعوبة التنسيق بين المكونات الحكومية، وهذا شيء مؤكد، أم يعزى إلى عدم الاستعداد الكافي، وهذا شيء مؤكد أيضا. - نود أن نعرف طبيعة المعارضة التي ستمارسونها في البرلمان. لقد سبق لي أن عبرت عن ذلك. معارضتنا ستكون جدية وتنأى عن الديماغوجية، التي لا تفيد المغاربة في شيء. نحن لدينا مشروع واضح وقرأنا مشروع الأغلبية الحكومية، ونحن في الحزب سنتابع إلى أي مدى يمكن أن يتلاءم التصريح الحكومي مع المشروع الحكومي. - هل تقصد أن «البام» سيبتعد عن المعارضة الشعبوية؟ صحيح، لن نمارس معارضة شعبوية لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وحين يمر الوقت تنقلب على صاحبها. - وهل سينسق مع حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يصطف معه في المعارضة؟ وماهي حدود هذا التنسيق؟ نحن سننسق مع كل مكونات المعارضة لتتبوأ المكانة التي ينتظرها المغاربة منها، ونحن لدينا تقاطعات مع الاتحاد الاشتراكي، وهناك اتصالات على صعيد الفرق البرلمانية، وسألتقي في الأيام المقبلة بقيادات الاتحاد الاشتراكي وقيادات أخرى من داخل الحكومة كذلك. - هل يمكن أن نشاهد تحالفا مستقبليا يجمع كلا من الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والنهضة والفضيلة لتعويض تحالف «جي 8»؟ إلى حدود الساعة، ليس هناك أي تحالف سيعقده الحزب، وتحالفاتنا ستكون بمثابة توافقات في نقاط محددة. وفي اعتقادي، فإن هذا التحليل موضوعي جدا، لأن التحالف يكون في ظرف معين ومحدد، وتجربة «جي 8» كانت مرتبطة بالانتخابات التشريعية، وهذه الانتخابات انتهت الآن، وسندرس هذه التجربة بما يكفي من التأني والدقة. - عرف المغرب مؤخرا سلسلة من التوترات الاجتماعية، آخرها ما شهدته بلدة بني بوعياش بالحسيمة، ومن المعلوم أن قيادات بارزة في الأصالة والمعاصرة تنتمي إلى المنطقة، لكن الحزب التزم الصمت فيما يرتبط بهذا الموضوع. كان هناك عمل من طرف المسؤولين المحليين والجهويين لحزب الأصالة والمعاصرة لتتبع الأحداث لمحاولة معرفة ما يمكن القيام به، وما يمكن أن تقوم به الحكومة من مشاريع لتجاوز هذه التوترات، وقد بعثنا برلمانيينا لاستيقاء المعلومات الكافية عن الأحداث. - لكن هناك من يرى أن عدم تدخل الأصالة والمعاصرة لتهدئة الأوضاع كان محاولة لإحراج الحكومة في منطقة معروفة بالنفوذ الكبير للحزب؟ أبدا، هذا استخفاف بذكاء المغاربة واستخفاف كذلك بمسؤولية الأحزاب، ويجب التذكير بأنه كان هناك عمل. صحيح لم تكن هناك بلاغات، لكننا نتابع الموضوع عن كثب. - لكن البعض تحدث عن دور إلياس العماري في إخماد أحداث «كديم إيزيك»، فلماذا لم يتدخل هو وبنشماس، اللذان ينتميان إلى بلدة بني بوعياش، لإنهاء الاحتقان الذي يخيم على البلدة؟ هناك ممثلون عن حزبنا في تلك المنطقة يباشرون عملهم بشكل دوري، وسنبقى على اتصال دائم بهم لمعرفة ما يجري لاتخاذ التدابير اللازمة. - وكيف تنظر إلى المقاربة الأمنية التي تعتمدها الحكومة في التعاطي مع الاحتجاجات؟ نحن ضد المقاربة الأمنية الصرفة، لكن يجب الحفاظ على أمن المواطنين. - هل يعني ذلك أنك لا تؤاخذ الحكومة على مقاربتها الأمنية المعتمدة في التعامل مع الاحتجاجات التي اجتاحت المغرب مؤخرا؟ سنؤاخذ الحكومة حين تلجأ إلى المقاربة الأمنية الصرفة غير المبررة، لكن حين تتعرض مصالح المواطنين للضرر يجب على الحكومة أن تتدخل بحزم. - تشغل حاليا منصب الأمين العام والجهاز الإداري لوكالة الطاقة المتجددة، مما يطرح إشكالا فيما يخص قدرتك على التوفيق بين المهمتين؟ الحمد لله، لا يطرح هذا أي إشكال بالنسبة لي. - وماذا عن علاقتك بفؤاد عالي الهمة مؤسس حزب «البام»؟ فؤاد عالي الهمة أعرفه منذ زمان، من بداية حركة لكل الديمقراطيين ومن بعده مشروع تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، وهو صديق وهذه هي حدود معرفتي به. - لو طلبنا منك كلمة في إلياس العماري. هو رجل صاحب ذكاء نادر، والذين لا يعرفونه يظلمونه، وكلما التقيته ازداد إيماني بذكائه. - عبد الإله بنكيران. سبق لي أن عرفته في بعض المناسبات من قبل، وهو مسؤول له ما يكفي من الغيرة على هذا البلد. أتمنى أن يوظفها في إطار مهامه رئيسا للحكومة، وهو سياسي محنك. - منير الماجيدي. عرفه بحكم المسؤوليات التي اضطلعت بها. - هناك من يقول إن بكوري يتم إعداده ليكون رئيس الحكومة في سنة 2017. هل تريد مني قولا شبيها بجواب ابن كيران عن مثل هذا السؤال قبل الانتخابات الأخيرة؟ - يعني هل أنت جاهز لتقلد منصب رئيس الحكومة في 2017؟ لا جواب. - بم أوصاك ملك البلاد حين استقبلك بعد انتخابك أمينا عاما ل«البام»؟ تمنى لي جلالة الملك التوفيق وأوصاني بالعمل في إطار المسؤولية. هذا مجمل وصايا جلالة الملك. اللقاء مع الملك فرصة استثنائية ولا أشعر بأنه كان هناك أي تمييز عن باقي زعماء الأحزاب.