اعترف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بأن "الإصلاح ليس بالسهولة التي كان يتصور قبل دخوله معترك التدبير الحكومي"، مؤكدا أن "عملية الإصلاح تواجهها مشاكل لم أكن أتخيلها، وفي بعض الأحيان من أناس كنتَ تعتقد أنهم سيساهمون معك العملية الإصلاحية". الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، شدد في لقاء له اليوم الخميس في المدرسة الوطنية للإدارة، على ضرورة "الانتقال إلى أوضاع أحسن على جميع المستويات، لنكون مطمئنين على أنفسنا ودولتنا وأجيالنا، لأننا نعيش وضعا محسودا عليه في منطقة متوترة". وكشف رئيس الحكومة عن عدد من المشاكل التي قال إنها تواجهه في قيادة الحكومة بالقول، إن "جميع الملفات التي وضعت الحكومة يدها عليها وجدت فيها مشاكل، وتحتاج إلى إصلاح ومجهود كبير"، مسجلا أنه "عندما تصل للحكومة وليس الحكم تكون مضطرا لتعديل البرنامج الانتخابي، لأن التحالف يفرض عليك عددا من التنازلات". وأوضح بنكيران أنه فكر في مغادرة الحكومة بالقول، "كنت أطرح هل أستمر في الحكومة أو أغادرها أكثر من مرة، وخصوصا في بداية التجربة"، لكن هناك "دينامية إصلاحية خلقت روحا جديدة في المغرب"، مشددا على أن منطق "التخلويض والتخربيق ما خدامش، والدولة لا خيار لها سوى السير إلى النهاية في الطريق السوي". "حزب لم يبدأ بإصلاح نفسه لا يمكنه أن يصلح المجتمع"، يورد بنكيران الذي قال إن "حزبه يعتمد على أعضائه في التمويل"، مؤكدا في سياق حديثه عن الديمقراطية الداخلية أنه "لا يمكننا أن نسير شؤوننا إلا بالديمقراطية، لذلك قررنا تدبير أمورنا كشباب بعيدا عن منطق الشيوخ منذ جئنا للعمل السياسي من الحركة الإسلامية". وقال بنكيران في هذا الاتجاه إنه "لم نخضع لمنطق الشيخ منذ بداياتنا، لأن الشيوخ يفرضون الهيمنة"، مشيرا إلى أن "الديمقراطية هي الحكم في تدبير أمور الحزب"، بالقول "إذا طلبت من الإخوان أن تكون زوجتي أو أبني في اللائحة الوطنية، إما أن ينفجر الحزب أو يطردونني". الأمين العام لحزب "المصباح" وجه نصيحة للأحزاب السياسية "لابد من أخذ الاحتياط بخصوص الأشخاص الذين يأتون بنوايا سيئة، لأنهم يمتلكون قدرة هائلة على ضمان المقاعد"، منتقدا بشكل ضمني التكنوقراط بالقول "شخصيا لا يمكن أن أستدعي أشخاصا اختاروا الطريق السهل ليكون وزراء، لا يمكن أن ألعب إلا بما هو موجود". واستغرب بنكيران مما اعتبره استمرار منطق الريع الذي انتقل للأحزاب السياسية عوض أن تصحح الوضع، داعيا الكفاءات في الإدارة إذا أرادت الاستوزار إلى الانضمام للأحزاب السياسية، كاشفا في ذات الاتجاه أن "بعض الأشخاص من الحزب الذي أسيره وتم استوزارهم لست راضيا عنهم، ولكن لأن الديمقراطية جاءت بهم، "ما عندي مندير لأن الماكينة دارت"، على حد تعبير بنكيران. ونبه بنكيران إلى أن "العمل السياسي يمارس بالاقتناع، وليس بالانتماء والمواطنين، فإذا اتضح للناس أنك معقول سيظلون معك، وإذا كان غير ذلك ولم يشعروا بالآمال فلن يستمعوا لك". وأردف بنكيران في هذا الاتجاه أن "الخطاب السياسي موحد في المغرب ويصعب في بعض الأحيان الفصل بينه"، مشيرا إلى أن "هدفه ليس البقاء في الحكومة، وآمالنا كبيرة في تحقيق النهضة بالمجتمع المغربي".