أكثر من 500 صحفي فرنسي وأجنبي حضروا وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الفرنسي مساء الثلاثاء في قصر الإليزيه بباريس. وهو المؤتمر الثالث الذي يعقده منذ وصوله إلى السلطة في مايو/أيار 2012. فرانسوا هولاند تحدث مطولا عن الاقتصاد وقدم توضيحات أكثر عن الإستراتيجية الجديدة التي يريد اعتمادها من أجل التغلب على الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا والقضاء على البطالة التي تطال حوالي ثلاثة ملايين شخص. واقترح هولاند ما يسمى بمشروع " ميثاق المسؤولية"، وهو اتفاق بين أرباب العمل الفرنسيين والنقابات والدولة، والذي يمكن بموجبه إصلاح الاقتصاد الفرنسي وتعزيزه. ويرتكز هذا الميثاق، الذي سيكون محل مشاورات طويلة وشاقة بين أصحاب الشركات والنقابات والحكومة، على أربع نقاط أساسية حسب الرئيس الفرنسي. تخفيض النفقات مقابل خلق فرص عمل جديدة النقطة الأولى: تتمثل في مواصلة سياسية تخفيض النفقات الاجتماعية التي تدفعها الشركات عن موظفيها – مثل نفقات على التقاعد والرواتب والضمان الاجتماعي إلخ- مقابل التزام هذه الشركات بخلق فرص عمل جديدة. وكان بيير غتاز رئيس جمعية أرباب العمل الفرنسيين قد تحدث عن خلق حوالى مليون فرصة عمل جديدة في غضون خمس سنوات في حال قبلت الحكومة تخفيض 100 مليار يورو من النفقات العامة التي تدفعها الشركات الفرنسية على موظفيها. أما النقطة الثانية: فهي تتعلق بتقليص قيمة الضرائب المفروضة على الشركات والتي تنعكس سلبا، خاصة في أوقات الأزمة، على سياسة التوظيف حسب هولاند. ونوه هولاند، فيما يخص هذه النقطة إلى وجود أنواع عديدة من الضرائب المفروضة على الشركات، داعيا إلى إعادة النظر فيها ومراجعتها لكي لا تكون عائقا أمام تنمية هذه الشركات. النقطة الثالثة: فهي تتمثل حسب الرئيس الفرنسي في تبسيط كل الإجراءات الإدارية وتلك المتعلقة بالتوظيف وتسهيلها إلى أقصى حد، فضلا عن محاربة البيروقراطية التي تعرقل عمل ومشاريع الشركات، خاصة الصغيرة والمتوسطة التي لا تملك إمكانات مالية كبيرة. وأعلن هولاند أن التخفيض الضريبي الجديد للشركات لعام 2014 سيصل إلى 30 مليار يورو، كما أكد على هدف تقليص النفقات بين عامي 2015 و2017 بقيمة 50 مليار يورو. أما النقطة الرابعة: والتي تدخل في إطار "ميثاق المسؤولية" فهي تتمثل في التزام أرباب العمل الذين سيستفيدون من كل هذه المساعدات المالية التي ستمنحها الدولة بخلق فرص عمل جديدة وتوسيع دائرة الحوار مع النقابات وتنظيم دورات تدريبية للشباب والمسنين، إضافة إلى تعزيز سياسة الحوار بين إدارة هذه الشركات ونقابات العمال المتواجدة فيها هولاند وفاليري تريفيلر يمران بأوضاع "مؤلمة وفي ملف آخر، أقر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن علاقته بشريكة حياته فاليري تريفيلر تمر بلحظات "مؤلمة" ووعد بتوضيح وضع علاقته مع تريرفيلر قبل زيارته المرتقبة إلى الولاياتالمتحدة في 11 شباط/فبراير المقبل. ورد هولاند على سؤال يتعلق بحياته الخاصة قائلا بمرارة "يمكن لأي شخص أن يمر بمحن في حياته الخاصة. هذا هو وضعنا حاليا وهي أوقات مؤلمة". إلا أنه رفض قول ما إذا كانت فاليري تريفيلر مازالت رفيقة حياته، وقال "الأمور الخاصة تعالج بشكل خاص". 700 فرنسي يقاتلون في سوريا وإلى ذلك، أقر هولاند بأنه لم "يربح بعد معركة الوظائف" وأن "آفاقا ترتسم" بشأن البطالة قبل نشر الأرقام لشهر كانون الأول/ديسمبر 2013، مضيفا "على فرنسا أن تستعيد قوتها الاقتصادية" لكي تبقى رائدة في العالم. وتطرق هولاند إلى ملفات دولية أخرى، خاصة ملفا ماليوأفريقيا الوسطى. وأثنى هولاند على الدور الذي قامت به القوات الفرنسية في هذين البلديين. عن مالي قال الرئيس الفرنسي تمكنت هذه القوات العسكرية من دحر الإرهاب في الشمال وعودة البلاد إلى المسار الديمقراطي وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة. أما في أفريقيا الوسطى، استبعد هولاند إرسال قوات عسكرية إضافية وقال إن مهمة "سنغاريس" (القوات الفرنسية الموجودة هناك) هو الحفاظ على المدنيين والأمن وأن فرنسا ليس لها أي دور سياسي تلعبه في هذا البلد. وقال : "فرنسا تسعى إلى استتباب الأمن في أفريقيا الوسطى. نريد فقط الحفاظ على حياة المواطنين هناك لأن سياسة الوصاية الفرنسية على أفريقيا انتهت ولن تعود". وفي الشأن السوري، أكد فرانسوا هولاند أن محادثات "جنيف 2" يجب أن تفضي إلى مرحلة انتقالية، مشيرا إلى أن 700 جهادي فرنسي ذهبوا إلى سوريا للقتال.