صرح محمد السعداني، مدير المهرجان الثاني لرسوم الصحف والكارتون، المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة مابين 15 و17 نونبر الجاري بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، وذلك في إطار مقابلة أجراها معه راديو دوزيم مؤخرا، بأنه تفاجأ السنة الماضية أثناء تنظيم الدورة الأولى للمهرجان بمدينة تارودانت، بمنع غير رسمي للسلطات المحلية لأربعة رسوم كاريكاتيرية، تناولت قضايا سياسية "حساسة"، حيث طلب منه أحد المسؤولين المحليين بتارودانت حجب تلك الرسومات من المعرض، دون تقديم أي سند قانوني. ونظرا لجنينية المهرجان، تمت إزالة الأعمال التي لم ترق للمسؤول المحلي، هذا الأخير لم يفصح للمنظمين عن الجهة التي يمثلها. وفي هذا الإطار، اتصلت شبكة أندلس لإخبارية برسام يومية المساء، عبدالغني الدهدوه الذي علق على الموضوع قائلا: " إن لفظة الكاريكاتير في حد ذاتها لازالت تثير بعض التحفظ على المستوى الرسمي، و يتجلى ذلك في غياب هذا الفن وأنشطته عن الإعلام الرسمي، حتى وإن بدت السلطة أكثر مرونة في تعاملها مع هذا الفن، إلا أن بعض الجيوب المحافظة لازالت تتوجس منه وتعتبر غيابه أفضل من وجوده في الأصل، وقد جاء حادث تارودانت ليعري هذا الوجه الموارب للمحافظين داخل دواليب السلطة". واعتبر الدهدوه في تصريحه لشبكة أندلس لإخبارية، "أن إبعاد صنف الكاريكاتير من الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة المنظمة من طرف وزارة الاتصال قرار قد يكون في صالح فن الكاريكاتير واستقلالية فنانيه، بسبب أن الجهة المنظمة للجائزة حكومية رسمية وهي نفس الجهة التي ينتقدها الرسامون باستمرار"، وهو رأي يخالفه فيه مجموعة من زملائه الرسامين. كما أشار الدهدوه إلى "أن الجيل الجديد من رسامي الكاريكاتير المغاربة أكثر حظا مقارنة مع الوضع الذي كان عليه الرواد، وذلك على عدة أصعدة فمن جهة هناك مساحة لحرية تعبير متاحة اليوم لم تكن من قبل، وأصبح تقليد رسم الوجوه بطريقة الكاريكاتير لا يثير أي رد فعل سلبي لدى النخب والرسميين. كما أن الصحف أضحت أكثر وعيا بدور الرسم الساخر في جلب القارئ خاصة وأن مادة الخبر هربت من بين أصابعها مثل حفنة رمل في زمن التطور السريع للصحافة الإلكترونية. ومن جانب آخر هناك فرص لم تكن متوفرة للسلف في رؤية تجارب الآخرين في مختلف مناطق العالم في معرض مفتوح تتيحه الشبكة العنكبوتية اليوم لمرتاديها.. ولذلك فقد أصبح الفنان اليوم ملما بمختلف الحساسيات الفنية الموجودة على الصعيد العالمي". جدير بالذكر أن شبكة أندلس الإخبارية من الداعمين لفعاليات الدورة الثانية لمهرجان رسوم الصحف والكارتون الذي سيتم تنظيمه بدار الثقافة محمد المنوني، وبالمركز الثقافي ميشيل جوبير بمكناس نهاية هذا الأسبوع المقبل.