أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم السبت بمدينة مكناس، النسخة ال 16 للحملة الوطنية للتضامن، وهي موعد سنوي يشرف عليه شخصيا ويهدف إلى تعزيز البعد التضامني بين مختلف مكونات المجتمع المغربي. وتعكس هذه الحملة، التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن من 9 إلى 17 نونبر الجاري تحت شعار "لنتحد ضد الحاجة"، حرص العاهل المغربي على تشجيع ثقافة التضامن لدى جميع المغاربة، عبر منحهم فرصة سانحة لتجديد تمسكهم بقيم المواطنة، وذلك من خلال مساهمتهم في الأعمال والمشاريع التي تنجزها المؤسسة لفائدة ملايين المحتاجين في جميع جهات المملكة. وتتوخى الحملة الوطنية للتضامن جمع التبرعات من أجل تمويل مشاريع اجتماعية وتنفيذ برامج العمل التي ما فتئت تتطور على مر السنين لتلبية حاجيات الساكنة المستهدفة. وهكذا، فإن المؤسسة توجه، حسب الأهمية، مواردها لمشاريع تنجز من طرف الجمعيات أو توجه مباشرة للأشخاص، بمن فيهم المحتاجين والفئة من الساكنة التي توجد في وضعية هشاشة. كما توجه المؤسسة مواردها لتمويل عملية استقبال المغاربة المقيمين بالخارج "مرحبا " ، وعملية الدعم بالمواد الغذائية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك ، إلى جانب مشاريع للتنمية المستدامة وأعمال إنسانية ذات صبغة وطنية ودولية. وبهذه المناسبة، قام العاهل المغربي بتدشين مركز للتكوين في حرف البناء ،وهو مشروع يستجيب لحاجيات تأهيل شباب جهة مكناس- تافيلالت، وينسجم تمام الانسجام مع مخطط عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي يولي اهتماما خاصا لتكوين الشباب باعتباره آلية ناجعة لتحقيق الاندماج الاجتماعي والمهني. وعلى غرار المركزين المحدثين بكل من الدارالبيضاء ومراكش، يروم مركز التكوين في حرف البناء بمكناس دعم تشغيل الشباب من خلال تكوينات في مهن البناء والأشغال العمومية. وستجعل مختلف فضاءات المركز من هذه المؤسسة رافعة حقيقية لتنمية وتطوير قطاع البناء والأشغال العمومية على مستوى الجهة وبنية لتأطير وإدماج الشباب. ويتضمن المركز الجديد ، الذي تبلغ طاقته البيداغوجية 1000 متدرب، فضاءات متنوعة تحتوي على ورشات لكهرباء البناء، ونجارة الخشب والألمنيوم، والترصيص الصحي، وصباغة الزجاج، وتكسية الأرضية، فضلا عن مختبر للهندسة المدنية، وقاعات للرسم، والإعلاميات، والدروس، وفضاءات للأشغال التطبيقية المتعلقة بالبناء، ووحدة للموارد الديداكتيكية، إضافة إلى قاعة للمكونين ومتجر. وتعد هذه المؤسسة الجديدة المنجزة باستثمار إجمالي قدره 5ر19 مليون درهم، ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن (5 ملايين درهم)، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (8 ملايين درهم)، والمجلس الجماعي (5ر2 مليون درهم)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (5ر2 مليون درهم)، والمجلس الإقليمي (5ر1 مليون درهم). وبعد زيارة لمختلف فضاءات المؤسسة الجديدة، أشرف الملك على تسليم شيكات للدعم بقيمة 240ر3 مليون درهم لفائدة 25 جمعية وتعاونية جلها من جهة مكناس- تافيلالت، وذلك بهدف إنجاز مشاريع محددة.