اعتبر الخبير في الشؤون المغاربية والصحراوية، عبد الفتاح الفاتحي، اليوم الخميس، أن الخلافات السياسية التي برزت على السطح بين جبهة البوليساريو والجزائر، بعد رسالة تهنئة الجبهة ل"عمار السعيداني" بمناسبة انتخابه أمينا عاما جديدا وسط جدل جزائري حول عملية انتخابه يمكن إدراجها ضمن الخلافات البروتوكولية التي تعبر عن انهيار في جهاز التنسيق للجبهة، حينما تحول إلى كتابة عامة لصياغة رسائل التهاني والعزاء إلى كل الجهات الرسمية والمدنية، حيث يعتقد أنه بذلك يمكن أن يحافظ على وجوده الوهمي كمؤسسة أو ك "دولة" فاقدة لمقومات الشرعية. وأكد الفاتحي، في تصريح ل"شبكة أندلس الإخبارية"، أنه يمكن ارجاع هذا الخلل إلى ضعف في التنسيق بين الجبهة ومركز القرار في قصر المرادية بعد طول فترة نقاهة عبد العزيز بوتفليقة، فضلا عن الحالة السياسية للبلاد المرهونة بمستقبل الانتخابات السياسية وفوضى تدبير صراعات حزب عبد الرئيس المريض، وتوقف المفاوضات حول الصحراء. ويرجع ضعف التنسيق بين البوليساريو وقصر المرادية في الجزائر العاصمة، في رأيه، إلى حالة الجمود في ملف الصحراء وانسداد الأفق السياسي للجبهة عقب توقف المفاوضات وفشل روس في تحريكها من جديد. وطبيعي أن تبرز مثيل هذه الخلافات على السطح مكرسة حالة من التيه السياسي ضمن انعدام أي رؤية السياسية العامة لمسار دولة الجزائر. مضيفا أن من هذه خلافات - التنسيق -، منع الجيش الجزائري مؤخرا وحدات من المليشيات المسلحة من عبور المنطقة الحدودية بين مخيمات تندوف والمنطقة العازلة. وعليه ، يضيف المحلل، "لا أتصور أن يترتب عن ذلك الخلاف تغيير في المواقف بدليل أن البوليساريو كيان سياسي غير مستقل، بل إنها أرنب سباق الجزائر في لعبة الصراع الإقليمي التي تقوم به الجزائر ضد المغرب". ومن جهة أخرى ، يعتبر الفاتحي، أن "مثيل هذه الخلافات البسيطة وغير المركبة لا يمكن اعتبارها خلافا جوهريا يمكن أن يؤثر على علاقات الجزائر والبوليساريو. ولذلك فإنه يستبعد أن تؤثر تلك الخلافات على مشروعهما الإنفصالي في الصحراء، وذاك هدف استراتيجي وتاريخي مشترك بينهما".