أن تعمد الجزائر إلى حشد آلياتها العسكرية على الحدود مع المغرب كلما استشعر جنرالاتها تقدما من الرباط في مفاوضات الصحراء فذلك أصبح في حكم العادة، لكن أن يصل بها الأمر إلى إعلان حالة استنفار عامة تشمل : زيادة عدد المراكز المتقدمة ومراكز الملاحظة على القرب من الشريط الحدودي و تكثيف الدرك الجزائري من تواجده بالحدود على غرار وحدات حرس الحدود التي تم تدعيمها بالعتاد المتطور والموارد البشرية فذلك لا يقبل إلا تفسيرا واحدا وهو أن في المسألة رسالة يريد حكام قصر المرادية إرسالها إلى من يهمه الأمر. حالة الاستنفار، التي كشف عنها أول أمس الثلاثاء مسؤول الاتصال بقيادة الدرك الوطني الجزائري في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وهو يعلن عن فتح مراكز جديدة متقدمة لتعزيز وحدات حرس الحدود، وعن قيام الجيش بتدعيم هذه الأخيرة بالعتاد المتطور والموارد البشرية، قال عنها مصطفى ناعيمي الباحث المتخصص في العلاقات المغربية الجزائرية بأنها تحركات « تدخل في إطار حالة الاستنفار التي تعرفها المنطقة عموما بعد سحب المغرب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء و ما تلا ذلك من تهديد البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح ». ناعيمي أوضح في تصريح ل« الأحداث المغربية» بأن « الجزائر و البوليساريو يعتبران سحب المغرب لثقته من المبعوث الأمم تحد من الرباط يستدعي الرد عليه»، مضيفا أن الجزائر تريد أن ترد من خلال هذه التحركات العسكرية على ما تعتبره تدخلا مغربيا في الأحداث الواقعة على حدودها الجنوبية بالشمال المالي خاصة بعدما أعلن الثوار هناك عن موقف إيجابي من السيادة المغربية على الصحراء . يأتي ذلك في وقت عادت فيه مليشيات البوليساريو إلى التلويح بالعودة وإلى حمل السلاح عندما هدد زعيمها محمد عبد العزيز، بداية الأسبوع الجاري، بالعودة مجددا إلى حمل السلاح ضد المغرب، وذلك كرد صريح على سحب المغرب لثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، حيث اعتبر عبد العزيز أن الرباط بإنهائها التعاون مع «روس» ستكون قد « جمدت» مسار التفاوض وهو ما يرى فيه « مسعى خطيرا لخلق الانسداد ونسف السلام » . وكان المغرب قد رفض الشهر الماضي استمرار كريستوفر روس كمبعوث خاص للأمين العام في نزاع الصحراء المغربية، واتهمه بالانحياز إلى أطروحة البوليساريو والجزائر، في حين جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تأييده لمبعوثه الخاص في النزاع كريستوفر روس في عدد من المناسبات. رد الجزائر و البوليساريو على التحدي المغربي لم يقف عن حدود استنفار الحدود بل وصل إلى حد الاستعداد للحرب فقد كشفت مصادر إعلامية عن قرب تدشين « مناورات عسكرية مشتركة، بين الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو»، كاشفا النقاب عن كون الجيش الجزائري قد أشرف مؤخرا على « تأطير تدريبات عسكرية ميدانية بمنطقة تندوف همت التكوين على حرب الصحراء والقتال في المناطق القريبة من الجدار الأمني العازل وعلى سرعة التحرك بالقرب منه، علاوة على تدريبات استخدمت فيها الأسلحة والذخيرة الحية تحت إشراف وحدات جزائرية متخصصة في حرب العصابات»